دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" القمة العربية التي ستنعقد في العاصمة السورية دمشق خلال الفترة ما بين 29 - 30 آذار (مارس) 2008، إلى توفير غطاء ودعم عربي لـ "إعلان صنعاء" الذي تم التوصل إليه بوساطة يمنية بين حركتي "فتح" و"حماس"، محذّرة من التدخلات الصهيونية والأمريكية التي تسعى إلى إثارة الفتنة في الساحة الفلسطينية.
وقالت "حماس" في مذكرة وجهتها إلى القادة العرب في قمتهم بدمشق، وتلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منها: "ندعوكم إلى تحمّل مسؤولياتكم القومية والأخوية من أجل رعاية حوار فلسطيني فلسطيني، وخاصة بين فتح وحماس، يضع حداً لحالة الانقسام في الساحة الفلسطينية"، معتبرة أن "إعلان صنعاء الذي تـَوّج مؤخراً الجهود اليمنية الكريمة برعاية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح فرصة مهمة للبناء عليها، وهذا يتطلب توفير غطاء ودعم عربي من قمتكم الموقرة لإعلان صنعاء".
وأعربت الحركة عن أملها في أن يؤدي ذلك إلى استئناف الحوار الفلسطيني - الفلسطيني سريعاً، مشددة على أنه "لا خيار أمام الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني إلا بوحدة الصف أرضاً وشعباً وسلطة بكل مكوناتها: الرئاسة والتشريعي والحكومة والأجهزة الأمنية والمؤسسات الوطنية".
وحذّرت من التدخلات الصهيونية والأمريكية "التي تسعى لإثارة الفتنة في الساحة الفلسطينية، وتحاول وضع "فيتو" على أي حوار فلسطيني"، مطالبة القادة العرب بعدم السماح لأية تدخلات أجنبية خارجية في الشأن الفلسطيني.
وأبدت "حماس" في مذكرتها الموجهة للقمة استعدادها لتلبية كل متطلبات الوحدة الوطنية، وللمعالجة المشتركة لكل الأسباب الحقيقية لحالة الخلاف والانقسام الفلسطيني، معربة عن استعدادها للتجاوب مع كل جهود التحقيق الحيادي والمنصف والباحث عن الحقيقة، وقالت: "إذا رغبتم في متابعة قراراتكم السابقة بشأن التحقيق وتقصي الحقائق لما جرى وما يجري من أحداث داخلية في الساحة الفلسطينية (في الضفة الغربية وقطاع غزة)، فنحن جاهزون أيضاً للتجاوب معها، سواء كانت لنا أم علينا، فالحق أحق أن يتبع".
كما دعت الحركة القادة العرب إلى الوقوف، سياسياً ومادياً ومعنوياً، بجانب الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة في مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن "صواريخ غزة والسلاح المحدود بين يدي المقاومة هو للدفاع عن الشعب الفلسطيني وأرضه المغتصبة".
وأكدت "حماس" في مذكرتها أن المقاومة الفلسطينية هي "رد فعل على الاحتلال والعدوان الصهيوني"، منوهة إلى أن "جميع الفصائل الفلسطينية قد أبدت استعدادها للتعامل الجاد مع موضوع التهدئة بشرط أن تكون شاملة ومتبادلة ومتزامنة، بمعنى أن تشمل وقف العدوان الإسرائيلي بكل أشكاله على شعبنا في غزة والضفة، ورفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر".
وأوضحت "أن الأشقاء في مصر وأطرافاً دولية أخرى بادرت لبحث هذا الموضوع وهي تعلم رؤيتنا واستعدادنا هذا، وأن العدو الصهيوني هو الطرف المتعنت، فضلاً عن اختلافه الداخلي حول هذا الموضوع"، مؤكدة أن الكيان الصهيوني يريد "تهدئة بشروطه هو بحيث يظل مطلق اليد في العدوان والقتل والحصار وفق تقديره هو وليس وفق التزام محدد ومتبادل".
وأعربت الحركة عن أملها بألا يُـوجـّه اللوم إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة فيما يجري من أحداث وتصعيد، مشيرة إلى أن "العدو هو المحتل أصلاً والمبادر للعدوان والاغتيال والاستيطان والتهويد والحصار وتدنيس المقدسات، بينما شعبنا الفلسطيني هو الضحية وهو الذي يعاني جرّاء الاحتلال والعدوان منذ عقود طويلة".
وأضافت أنه "ما دامت كل الجهود السياسية والمفاوضات والمبادرات ومحاولات التسوية لم تنجح – مع كل ما أخذته من وقت طويل وفرص متلاحقة – في إنهاء الاحتلال ووقف العدوان وحماية الأطفال والنساء وأبناء شعبنا؛ فمن حق هذا الشعب المصابر أن يدافع عن نفسه وعن أرضه ومقدساته بما يستطيع، وحقه على الأمة – زعماء وحكومات وشعوباً – أن تقف معه وتدعمه وتوفر له عوامل الصمود والثبات على الأرض والمقاومة ورد العدوان".
كما طالبت "حماس" القمة العربية "بالمبادرة العاجلة إلى رفع الحصار الظالم واللاأخلاقي واللاإنساني عن شعبنا في قطاع غزة، وفتح معبر رفح، وإنفاذ قرارات قمة الرياض (2007) وقرارات وزراء الخارجية العرب في القاهرة بهذا الشأن"، مشددة على أن "الأمة قادرة على وضع حد فوري لهذا الحصار الإسرائيلي الأمريكي على شعبنا، والذي يعني جريمة القتل البطيء للأطفال والنساء والمرضى والرجال والشيوخ، والقضاء على مختلف جوانب الحياة اليومية لشعبنا، والذي حوّل قطاع غزة إلى كارثة إنسانية".
وشددت المذكرة على ضرورة أن يتخذ القادة العرب "موقف سياسي قوي وتحرك جاد في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على القدس والمسجد الأقصى المبارك، الذي يتعرض للهدم من قبل الصهاينة خاصة من ناحية باب المغاربة وحائط البراق، ومن خلال فتح أنفاق جديدة من اتجاهات متعددة، إضافة إلى الإجراءات المتلاحقة لتهويد القدس بزرع المزيد من المستوطنين والمستوطنات، وتفريغ المدينة من سكانها الفلسطينيين تحت حجج وذرائع مختلفة".