الإعلام العبري ينتقد إخفاق سياسة الحصار الخانق أمام "مفاجآت حماس" (تقرير)

الانتقادات وإشارات التهكم تنهال على حكومة أولمرت بعد أن انقلبت خياراتها عليها
الإعلام العبري ينتقد إخفاق سياسة الحصار الخانق أمام "مفاجآت حماس" (تقرير)

الإعلام العبري ينتقد إخفاق سياسة الحصار الخانق أمام "مفاجآت حماس" (تقرير) Images_News_2008_Jan_29_21z36_300_0

المسيرة النسائية في رفح قلبت الطاولة وحطمت خيارات حكومة الاحتلال

القدس ـ المركز الفلسطيني للإعلام

وجهت وسائل إعلام صهيونية انتقادات لاذعة لتعامل حكومة إيهود أولمرت مع قطاع غزة، خصوصاً خطتها التي أحكمت بموجبها إغلاق المعابر، ومنعت تدفق الأغذية والأدوية، ولم تسمح بتزويده بالوقود، ما أدى ـ وفقاً لتحليلات كتابها ـ إلى انهيار الحدود بين غزة ومصر، وخروج "حماس" كأكبر المنتصرين من هذه الأزمة.

الكاتب الصهيوني في صحيفة "معاريف" العبرية، جاد شمرون، ركّز في مقالته يوم الاثنين (28/1) على المفاجأة التي صدمت حكومة وجيش الاحتلال بقيام سكان غزة بإحداث ثغرة، في الحدود مع مصر، وكسر حواجز الحصار الذي فرضه المحتل على طريقتهم. واعتبر شمرون انهيار سور رفح حدثاً متوقعاً مسبقاً من اللحظة التي خرج فيها جيش الاحتلال من غزة، وهو يعزو الأمر إلى تجاهل التقارير الاستخباراتية التي جُمعت في الميدان إلى الجهات التنفيذية والسياسية، حيث رُدّت أو نُسيت وتم تجاهلها، كما حصل إبان حرب عام 1973 (حرب رمضان) التي لم يكن الكيان الصهيوني يتوقعها آنذاك.

اختراقات مهمة

ولفت شمرون في مقالته الانتباه إلى ضرورة الالتفات إلى "سلّة مفاجآت حماس" الجديدة، التي قد تحقق اختراقات مهمة، وطالب حكومته بالاستعداد لها، بهدف "تقليص الأضرار في المستقبل"، مشيرا إلى حدثين آخرين متوقعين ـ حسب ترجيحاته. الحدث الأول؛ أن تقوم "حماس" بإرسال "سفينة عودة وإغاثة إنسانية" إلى ميناء غزة، اعتباراً من أحد الموانئ المصرية، بكل ما سيرافقها من طواقم تغطية إعلامية، وهي "تلقي بالمرساة في مدخل ميناء الصيد الصغير لغزة".

والمفاجأة الثانية؛ الترتيب لمسيرة نحو جدار الفصل يكون رأس الحربة فيها النساء بأثوابهن الفلسطينية التقليدية والأطفال المحمّلون بحقائبهم المدرسية، بحيث يقتحمون الأسوار، ويغمرون الأرض كالطوفان، ويدفعون البوابات إلى الانهيار على مرأى وسائل الإعلام، دون أن يستطيع جنود الاحتلال فعل شيء، مما سيضيف من وجهة نظره نصراً آخر لقائمة الإنجازات الدعائية والسياسية لـ "حماس"، مذكِّرا بـ"مناورة" مشابهة ساعدت في أيار (مايو) عام 2000 "حزب الله" في السيطرة على الحزام الأمني الصهيوني في جنوب لبنان.

طاقة غزة الكامنة

من جهته؛ اعتبر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ناحوم برنياع، في مقال نشر الاثنين (28/1)؛ أنّ قرار وزير حرب حكومة الاحتلال إيهود باراك، الذي بدأ تطبيقه منذ أكثر من ثلاثة أشهر (منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2007) بتشديد الحصار على غزة، والقاضي بوقف توريد الوقود ووقف التزويد بالكهرباء، في محاولة من جيشه للجم صواريخ "القسام"، كما زعم، كان قراراً "متسرعاً وخطيراً من ناحية أمنية وسياسية، ومُنكَراً من ناحية قيمية"، على حد تعبيره. ويستغرب برنياع أن يحظى قرار كهذا بموافقة أعضاء الحكومة الصهيونية ورئيسها إيهود أولمرت، الذي لم يكتف بذلك بل قدّم مشورة مغلفة بالتهكم على سكان غزة على طريقة "ماري انطوانيت" بالسير على الأقدام إذا انعدم الوقود، دون أن يتخيّل أولمرت المدى الذي سيصله مشيهم على الأقدام، وبلوغ الحدود مع مصر.

وبقراءة تحليلية لتداعيات الحدث الذي تمثل في اختراق الغزيين للحدود مع مصر والتطوّرات المرتبطة بها؛ تتكشف من وجهة نظر برنياع "طاقة كامنة لخطر أكبر على الدولة"، من أكثر من زاوية. ويحذِّر المعلق السياسي من تبعات أية حملة عسكرية صهيونية برية ضد القطاع، فهو يرى أنّ "تسلل الفلسطينيين إلى سيناء هو مجرد مصدر إقلاق للمصريين، أما بالنسبة لنا فهو مشكلة أمنية خطيرة، ليس لها في هذه اللحظة جواب".

ويسخر الكاتب تبعاً لذلك من الفهم المحدود لبعض مسؤولي حكومة أولمرت، الذين لم ينظروا إلى زاوية التهديد الأمني على الكيان الصهيوني، وأرادوا استثمار الحدث للتنصل من مسؤولياتهم القانونية نحو القطاع، وإلقائها على مصر.

مصيدة "حماس"

ويتفق برنياع مع جاد شمرون؛ في أنّ الجيش الصهيوني لا يمتلك جواباً على مسيرة جماهيرية مشابهة يقف على رأسها نساء وشيوخ وأطفال تجاه معابر أخرى. "فالسهولة التي انهارت فيها الحدود في رفح ستؤدي في وقت ما إلى مسيرة مشابهة تجاه الجدار في كيسوفيم" (شرقي القطاع) وغيره، ويمضي مستغرباً هل سيطلق الجنود النار عليهم، وهل سيطاردونهم إلى داخل "سديروت"، مشيراً إلى المفارقة في النظرة العالمية والإنسانية المنصفة المراقبة لهذا المشهد، وأنه في حين "سنرى في السائرين عدواً نهض لإبادتنا؛ فسيرى العالم فيهم لاجئين عادوا إلى ديارهم".

ويشدِّد الكاتب الصهيوني برنياع على أنّ "الجهة الوحيدة التي خرجت كاسبة من الحصار على غزة هي حماس، فمكانتها تعزّزت، ومخازنها امتلأت، ورعاياها يكنّون لها الإحساس بالجميل، والعالم العربي معجب بها"، ويخلص إلى القول بأننا "بكلتا يدينا أعطينا حماس هذا النصر".

ورغم أنّ المحلل موشيه ارتس، من صحيفة "هآرتس" (28/1)، ينتقد حكومته لبطئها في اعتماد حملة برية لوقف الصواريخ المتوجهة من غزة إلى جنوبي فلسطين المحتلة؛ إلاّ أنه يقرّ بإخفاق جيش الاحتلال في الخطوات التي اعتمدها تجاه القطاع.

ويعرب ارتس عن اعتقاده بأنّ حكومة أولمرت ارتكبت عدداً من الحماقات التكتيكية غير المحسوبة التي انقلبت ضدها، فمثلا رأى أنّ الحصار المحكم على غزة ومنعها إمدادات الوقود والأغذية عن السكان، بدلا من أن يؤدي إلى ضغط الغزيين على المقاومين لإيقاف هجماتهم الصاروخية وعملياتهم العسكرية ضد أهداف الاحتلال كما كانت تأمل حكومة أولمرت؛ فقد جاء رد الفعل مختلفاً، "فالجدار الذي فصل بين غزة ومصر بعد أن بُني بوسائل كثيرة وجهود مضنية من الجيش الإسرائيلي أُسقط، وبدأت الإمدادات تدخل إلى غزة مع السلاح، لقد قامت حماس بحركة "مات" لـ"إسرائيل" في لعبة الشطرنج، وأولمرت استنفذ كل الخيارات بدلاً من اتخاذ القرار الصحيح".

وقد سبق هؤلاء الكتاب والمعلقين الصهاينة في انتقاد أداء حكومتهم؛ سفير الكيان الصهيوني السابق لدى الولايات المتحدة داني إيالون، الذي لحظ تخبّط حكومته في تعاملها مع قطاع غزة، بقوله "إنّ "إسرائيل" دخلت مصيدة حماس"، مضيفاً أنّ ما قامت به "كان فشلاً كبيراً وكارثة تتعلق بالعلاقات العامة، وفقدنا الردع للمرة المقبلة".

إن شاء الله تخفق و تفشل كل خططهم ضد المقاومة و الشعب الفلسطيني ،، يدعي

مشكور لمرورك خيوووووووووو

» حماس" تدعو القمة العربية إلى توفير غطاء ودعم لـ "إعلان صنعاء" للحوار وفك الحصار
» عملية القدس الاستشهادية .. المعركة الصامتة بين "حماس" والكيان الصهيوني (تقرير)
» الف تحية لفلسطين ولجند حماس """عرض عسكري كبير للقسام"""
» "مواجهة الحصار" تعد استقبالاً حاشداً للقافلة المصرية القادمة عبر "رفح"
» إطلاق نار وتوزيع حلوى .. غزة انتفضت ابتهاجاً بعملية "ديمونا" (تقرير)