موشي بن عامي .. وحلمه في الرد القسامي ..

موشي بن عامي صحفي صهيوني خبير بالشأن الفلسطيني .. يمكنه أن يكتب عن أحوال الفلسطينيين وطريقة تفكيرهم عشرات المقالات بسبب خبرته الكبيرة في شؤون الفلسطينيين .. وربما أيضاً لأنه أحتك ببعضهم أيام ما كان مراسلاً لإذاعة الجيش الصهيوني

المشكلة أن موشي لم يعد يفهم الفلسطينيين خاصةً بعد انتفاضة الأقصى .. فكلما توقع انتهاء الانتفاضة ووصول مرحلتها الأخيرة .. ازدادت اشتعالاً و ازدادت شراسة عن ذي قبل

لا يمكن أن يصرح موشي بشعوره هذا أمام أحد.. وإلا فقد امتيازه الذي يقتات من وراءه والذي هو أيضاً سبب شهرته ..فهو من المحللين القلائل الذين تلجأ إليهم الإذاعات و تلهث وراءه الصحف كي تحظى بمقالاته

لكن بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين لزم موشي بيته وأصبح لا يخرج منه إلا نادراً خوفاً من الرد المرتقب على جريمة الاغتيال .. فبدأ يقضي يومه بين متابعة الأخبار والنوم .. حتى إنه قام بفصل هاتف المنزل وإغلاق هاتفه النقال وأصبحت حالته النفسية يُرثى لها

كان يسير موشي وسط المدينة .. و إذ به يرى شاحنة تحمل خزان وقود كبيرة تدخل المدينة وتسير بسرعة في اتجاهه .. لم يكن يحتاج الموقف الكثير من التفكير .. فشاحنات الوقود ممنوعة من دخول هذا المكان من المدينة .. وقبل أن يتخذ ردة الفعل المناسبة دوى الانفجار وانسكب الوقود المشتعل محدثاً موجة كبيرة من الوقود المشتعل سرعان ما التهمته هو وعشرات من الناس الذين تواجدوا في المكان .. كان ميتةً فظيعة صرخت فيها كل خلايا جسده من أثر الحريق الرهيب .. ولكنه أصر قبل أن يغادر الدنيا أن يترك صرخة عظيمة ارتجت لها غرفة نومه .. ليفيق بعدها في حالة من الذهول والرعب متفقداً جسده الذي شعر بألم الحريق فعلاً

يبدو أنه كابوس آخر .. اللعنة على هذه الكوابيس
أصبحت هذه جملة موشي الروتينية كلما أفاق على أحد هذه الكوابيس

ذهب موشي وفتح التلفاز كعادته يطالع الأخبار في القناة الثانية الصهيونية .. لكن الأخبار لا يوجد بها شيء جديد .. باستثناء الرجل الذي قتل زوجته لأنها أبت الخروج من المنزل لتشتري بعض مستلزماته خوفاً من العمليات وكثرة الإنذارات (حادثة حقيقية )
فحمد موشي ربه أن الثلاجة مليئة بالطعام .. ثم قال في نفسه : ومن لديه شهية للطعام ؟

أخرج سيجارة وبدأ ينفث دخانها في ارتباك واضح .. و ما كادت تهدأ نفسه حتى سمع دوي انفجار آخر في الحي الذي يقطن فيه .. فتجمدت الدماء في عروقه مرة أخرى وسقطت سيجارته من بين أصابعه .. ثم استجمع شجاعته وقام ليستطلع الأمر من شرفة شقته .. فلم يجد شيء سوى أضواء البنايات المجاورة تضيء الواحدة تلو الأخرى وكأن السكان استيقظوا على الصوت .. ثواني و كانت سيارات الشرطة وسيارات الإسعاف تضج الحي الهادئ بصخب أبواقها المزعجة والمخيفة
إن هذا الصوت يسمعه موشي كثيراً في كوابيسه حتى أصبح سماعه يزيد حالته النفسية سؤً

مرت الدقائق بطيئة ثم أعلنت سيارة الشرطة عبر مكبرات الصوت مطمئنة السكان أنه لا يوجد شيء .. فلقد كان برميل من المعدن سقط من فوق إحدى البنايات

تباً لهؤلاء الجيران الجبناء .. لماذا لم يتبينوا الأمر قبل أن يتصلوا بالشرطة و يثيروا هذا الفزع في الحي
كان هذا ما يفكر فيه موشي وهو يغادر شرفة المنزل .. وقبل أن يغلق باب الشرفة انتبه أن شقته تشتعل من أثر السيجارة التي سقطت منه على الأرض
وقبل أن يمتد الحريق لجميع أرجاء المنزل .. قام على الفور بسحب طفاية الحريق وبدأ يطفئ في النيران التي مازلت في بدايتها .. مرة أخرى شكر موشي ربه على أن الحريق لم يتسبب في خسائر كبيرة .. ولكن المنزل امتلئ برائحة الدخان الذي انبعث من النيران ومن طفاية الحريق

شعر موشي بالإنهاك والإعياء الشديد فألقى بنفسه على أقرب أريكة في المنزل وبدأ يفكر في مخرج ينقذه من حالته النفسية التي ستقوده إن استمرت للجنون حتماً .. فاستقر به الأمر على أن يذهب غداً إلى حيفا وينزل في أحد الفنادق المطلة على البحر .. حيث الحراسة هناك مشددة والفنادق هادئة وخالية من الزوار .. وما إن صعد في الباص الذي سينقله من القدس إلى حيفا حتى بدأ يتفحص في الوجوه بحدس أمني عالي خوفاً من وجود ملامح عربية بين الركاب

وحين اطمئن أن الباص خالي من تلك الوجوه المريبة .. جلس بجوار أحد المتدينين الذين يلبسون الملابس السوداء

يبدو أن الناس يتجنبون ركوب الباصات .. لهذا كان عدد الركاب قليل
ربما هذا الشيء طمئن موشي إلى حد ما .. لأنه من عادة منفذي العمليات استخدام باصات أكثر ازدحاماً .. ولكن بدأ هاجس مخيف يتسلل إلى قلبه .. فلقد استخدم أحد منفذي العمليات ملابس رجل دين يهودي

فأخذ ينظر لرجل الدين الذي يجلس بجواره بارتياب مما لفت انتباهه وأزعجه .. وما إن تبين ملامحه جيداً وتأكد أنه رجلً مسن حتى هدأت نفسه إلى حد ما .. ولكن لمزيد من الاحتياط قام موشي وجلس على أحد الكراسي بجوار شاب يرتدي زي لاعبين كرة السلة

كان الباص يمر بجوار قرية دير ياسين التي ارتكب فيها الصهاينة مجزرة في ال48 وقاموا بترحيل سكانها .. فبدت البيوت الخالية أسفل الوادي كأنها مساكن لأشباح تنتظر الوقت المناسب للانقضاض على الغرباء والفتك بهم انتقاماً منهم على الفظائع التي ارتكبوها بحقهم

أثار هذا الشعور شيئاً من التوتر في نفس موشي .. فحاول أن يتجاذب أطراف الحديث مع الشاب الذي يجلس بجواره قائلاً :
لا أدري لماذا تُبقي الحكومة على هذه البيوت .. مشيراً لمنازل القرية المهجورة أسفل الوادي

لم يجبه الشاب الذي اكتفى بإيماءة من رأسه وابتسامة بدت في غير محلها
فاستطرد موشي قائلاً للشاب ممازحاً : لولا أنك ترتدي ملابسك الرياضية لقلت أنك عربي فملامحك تشبههم .. ثم ضحك قائلاً : ولكن هذه الملابس لا ينفع أن يخفي أحداً تحتها حزام متفجرات

اكتفى الشاب بنظرة حادة .. مما جعل موشي يتأسف له على إزعاجه
ولكن الشاب قام من مكانه متوجهاً لمقدمة الباص .. فشعر موشي بالحرج لأنه أزعج الشاب بكلامه السخيف
وما لبث إن اقترب الشاب من سائق الباص حتى صاح قائلاً : الله أكبر .. ثم جذب مقود الباص في اتجاه الوادي وسط دهشة السائق وحارس الأمن والركاب جميعاً .. وهوى الباص في الوادي السحيق بجميع ركابه ومن بينهم موشي الذي صرخ عالياً بكل ما منحته حباله الصوتية من قدرة على الصراخ

سقط موشي من فوق الأريكة التي غلبه النعاس عليها ليتبين له أن ما حدث كان كابوس آخر

وللكوابيس بقية …
1002

هههههههههههههههد
سيبقى الصهاينة في رعب وكوابيس ما دامت العمليات الاستشهادية وصواريخ القسام تسقط فوق رؤوسهم
مشكور أخي المهندس على القصة

مشكوره للمرور

الف شكر لك اخي المهندس
على هالقصه الي بتدل على جبن اليهود مهما
امتلكو من اسلحه وعتااااااااااااااااد
والله كبير ما بنسى حد

يعطيك الف عافيه
وننتظر المزيد

واااااااااااااااااااااااااو نبض هون

شرفتيني و ترقبي الكوابيس القادمه هتعجبكوا كثير

شكرا كثير اخوي المهندس على القصه

شكرا للمرور

» موشي بن عامي .. وحلمه في الرد القسامي ..الجزء الثاني
» موشي بن عامي .. وحلمه في الرد القسامي ..الجزء الثالث
» موشي بن عامي .. وحلمه في الرد القسامي ..الجزء الرابع
» موشي بن عامي .. وحلمه في الرد القسامي ..الجزء الخامس
» موشي بن عامي .. وحلمه في الرد القسامي ..الجزء السادس