موشي بن عامي .. وحلمه في الرد القسامي ..الجزء السادس

ستموت يا موشي وستتناثر أشلاء جسدك في البحر

لم يكف هذا الصوت عن ملاحقه موشي في كوابيسه والأغرب أنه بدأ يلاحقه في يقظته حتى تحولت حياته إلى جحيم لا يُطاق
كان يتمنى في قرارة نفسه لو أنه يملك الشجاعة ليضع حداً لحياته .. ولكنه كان يتراجع في آخر لحظة

بعد مضي عدة شهور على لقاء موشي بأحد القساميين في الأسر .. تردى وضع موشي النفسي وأصبح أسيراً لكوابيسه في نومه وهلاوس أحلام اليقظة .. كل من كان يقابل موشي يجزم أن الرجل أصابه مس من الجنون .. فهو لم يعد يهتم بعمله وبدأ يبدد أمواله على المنجمين والسحرة و المشعوذين كي يتخلص من هذه الكوابيس و لكن دون جدوى

اتجه موشي لينظر من العين السحرية بعد أن رن جرس الباب فوجد جارته العجوز وعلى وجهها ابتسامة يعرفها موشي جيداً
ولولا أنها لم ترفع يدها عن الجرس لما فتح لها الباب فهو يبغض فضولها وتطفلها المقيت

صباح الخير موشي .. قالتها روزا بلكنتها الفرنسية وهي تتصنع ابتسامة كأنها تريد أن تعرف وقع المفاجئة السعيدة على موشي

موشي .. صباح الخير روزا .. بماذا أخدمك

تجاهلت روزا سؤال موشي ودفعت الباب ودخلت إلى الشقة بينما موشي يتمتم .. أي صباح يمنحني إياه الرب اليوم

روزا .. ما أقصى حياة العزاب .. اعلم أنك تعاني من الوحدة ..فأنا أيضاً مذ رحل العزيز إيزاك وأنا أعيش قسوة هذه الوحدة

موشي .. أسوأ شيء فعله المرحوم إيزاك هو أنه غادر الدنيا وتركك وحيدة

روزا .. غريب .. مع أنك لم تره ولا مرة .. فأنت سكنت هنا بعد وفاة زوجي بأعوام

موشي .. ولكني اليوم أفتقده .. لا أدري لماذا !!

روزا وقد جلست على الكرسي .. أنت غريب الأطوار اليوم .. لماذا تقف هكذا بجوار الباب .. اغلق الباب وتعال نتحدث .. أعرف أنك بحاجة لمن تتحدث معه فلقد جربت هذا الشعور ولم أتخلص منه إلا بعد أن أقمت علاقات اجتماعية مع كل الجيران في البناية

موشي يغلق الباب متمتماً مرة أخرى .. وأنا أتمنى أن أتخلص منك يا جبل الشحم

روزا .. ماذا تقول .. لم أسمعك جيداً

موشي صائحاً .. أقول أنا سعيد برؤيتك اليوم

روزا .. لا داعي للصراخ فأنا أسمعك جيداً .. صمتت وبدأت تجول ببصرها في أنحاء الشقة فنظرت إليه قائلةً : أمركم غريب أيها الرجال فأنتم بدون المرأة حياتكم لا تُطاق .. أنظر لشقتك فعلى الرغم من جمالها إلا أن حالها يُرثى له .. فأنت تُلقي أغراضك بإهمال في كل مكان كما أن الشقة تحتاج للتهوية فرائحتها كريهة للغاية

موشي محدثاً نفسه .. انظروا من يتحدث! .. حاوية النفايات تُعطي محاضرة في الروائح

روزا .. لماذا أنت صامت .. يبدو أنك من النوع الخجول

موشي .. الأمر ليس كذلك ولكني محرج في استقبالك والشقة بهذا الحال .. ربما لو أتيت في وقت أخر كان أفضل

روزا .. لن أفسر كلامك هذا على أنك لا تريد رؤيتي .. فأنا أعرفكم أيها السفرديم أصولكم العربية تجعلكم لا تجيدون اللباقة أثناء الحديث مع النساء عكسنا نحن الإشكناز وخاصةً من هن مثلي من أصول فرنسية

موشي متمتماً بضجر .. أراهن بعمري أنك هاجرتِ من خيبر إلى هنا مباشرة

روزا .. عفواً ؟ .. لم أسمع

موشي .. أقول هل تذكرين فرنسا موطنك الأصلي جيداً ؟

روزا .. ألم أقل لك أنكم تفتقدون إلى اللباقة في الحديث مع النساء .. أنا مولودة هنا ووالدي تزوج أمي ثم …

موشي مقاطعاً .. معذرة سأدخل كي أخذ حمام إن أردت أن تشربي شيئاً فلديك الثلاجة هناك .. نهض موشي وتوجه إلى غرفته ولكن شهقة روزا استوقفته فنظر إليها فإذ بها تقول له وهي تمسك بكرت في يدها : .. من أين تعرفت على هذا النصاب ؟

موشي .. من تقصدين ؟

روزا .. شمشون صاحب هذا الكرت .. إنه دجال ويدعي أنه ساحر ويعرف في الغيب وصناعة التعاويذ والتمائم

موشي .. في مجال الصحافة نتعرف على الكثير من الناس مرغمين .. وأحياناً يكونون مزعجين ومتطفلين .. ولكن كيف عرفتِ أنه دجال .. هل تعرفيه معرفة شخصية ؟

روزا .. بالطبع أعرفه .. كنت أذهب إليه منذ زمن مضى كي يصنع لي تميمة تحفظني من عين الحساد .. ولكن تبين لي مع الوقت أنه كاذب ودجال وتمائمه كلها فاسدة وليس لها أي مفعول

موشي .. يبدو أن لك معرفة بهؤلاء السحرة والعرافين

روزا .. نعم أعرفهم كلهم ولكني منذ ثلاث سنوات تعرفت على الأب حاييم وهو رجل صالح وكل تمائمه وتعاويذه نتائجها ممتازة

موشي .. وما أدراك أن حاييم ليس كشمشون فهؤلاء المشعوذين يبدون مقنعين للغاية بحيث أنك لا تملكي إلا تصديقهم

روزا .. التجربة يا عزيزي ..هل أقول لك سراً وتبقيه بيننا ؟

موشي .. بكل تأكيد

روزا .. الأب حاييم رجل متمرس في عمله وهو يحظى بثقة رجال كبار في الدولة ومن بينهم رئيس الوزراء وبعض الوزراء الآخرين وكل هؤلاء يذهبون إليه كي يحصلوا على تعويذاته المباركة .. وسمعت أيضاً أن رجال من السلطة الفلسطينية يذهبون إليه أيضاً كما ويأتيه من بلدان العالم رجال مال وسياسة وفنانين مشهورين

جذب الحماس الذي تتحدث به روزا عن حاييم اهتمام موشي فأخذ يستفسر منها عن كل شيء حتى راقت له الفكرة وقرر أن يذهب إليه .. ولكن روزا قالت له أن الأمر صعب فالرجل لا يقابل أي أحد حتى لو كان صحفي بشهرة موشي

موشي .. ولكن كيف قابلته أنت ! .. على حد علمي أنك لست ممن تحدثت عنهم من تلك الشخصيات

روزا .. معك حق في تساؤلاتك .. تعلم أن زوجي كان ذو منصب كبير في جيش الدفاع ومن خلال زوجي تعرفت على زوجات أهم رجال الدولة وإحداهن كان لها الفضل باصطحابي إليه .. فهو أحياناً يستقبل من يكونون على معرفة بزبائنه

موشي .. إذن فالأمر بسيط ..فيمكنك أنت أيضاً أن تصحبيني إليه بما أنك أصبحت زبونته

روزا .. لا أظن أن هذا سينفع .. فأنا لم أذهب إليه كثيراً ولا أعتقد أنه يذكرني فهو شاهدني مرة حين كنت بحاجة لتعويذة تقيني من الحسد ومرة حين رسم لي وشم كي يحفظني من عمليات حماس

موشي .. لا ضير من المحاولة أنت فقط خذيني إليه ولعلها تنجح .. ولكن .. سمعتك تتحدثين عن وشم يحفظك من العمليات .. كنت أظنها تقليعة خاصة بالشباب يقومون بها عند رسامين الوشم كي تحفظهم من تلك العمليات

روزا .. هو يعطيك الرسمة بعد رسمها بيده ثم يرسلك إلى أحد الرسامين الذين يثق بهم .. هكذا فعل معي ولو أردت أن ترى الوشم فليس لدي مانع فشكله جميل

موشي .. لا داعي لهذا الأمر فليس لدي أي معرفة بمثل هذه الأمور .. إن أردت خدمتي حقاً خذيني إليه

روزا .. هذا الرجل ليس كما تظن فهو لا يقبل الحديث مع الصحفيين وحتى لو أردت خداعه فهو سيعرفك بكل سهولة .. لذا وفر عليك وعلي الإحراج

موشي .. لا أبداً أنا أريد أن أزوره في أمر خاص بي وليس لموضوع متعلق بالعمل .. وأظن أن حالتي النفسية لا تخفى عليك ولا على كل الجيران

روزا .. آخذك إليه لكن على أن تحكي ما الذي أودى بك إلى هذه الحالة

لم يكن أمام موشي إلا أن يحكي لروزا عن سبب حالته فجلس يحكي لها عن كل شيء وهو يمُني نفسه أن يكون الحل على يديها حين تعرفه بهذا الرجل

كان موشي على قناعة تامة أن ما يفعله هو ضربٌ من الجنون .. فهو لم يؤمن يوماً بهذه الخرافات وخاصةً اللجوء إلى المشعوذين .. ولكنه شعر كالغريق الذي يبحث عن قشة يتعلق بها ولهذا قرر أن يسلك هذه الطريق عله يجده عند هؤلاء الحل خاصةً وأن المجتمع الذي يعيش فيه يؤمن غالبيته بهذه الأمور وإن كان الجميع يتحاشى الحديث عنها

بعد مجهود كبير بذلته روزا كلف موشي الكثير من سمعته فهو يعرف إنها امرأة ثرثارة لا تحتفظ بسر أبداً وجد نفسه وجهاً لوجه مع الأب حاييم

كان حاييم لا يشبه أي من المشعوذين الذين التقى بهم موشي .. فهو لم يحط نفسه بالجماجم وأدخنة البخور .. حتى أنه لم يستخدم تلك المؤثرات التي تُضفي على المكان جواً من الرهبة والخوف .. بل أنه كان يستقبل زبائنه في فيلته الفخمة المليئة بالتحف ولوحات لأشهر الرسامين العالميين .. كما أن حاييم نفسه لم يكن كبيراً في السن شأن كل المشعوذين .. بل كان شاباً يرتدي ملابس عصرية جداً بالرغم من أثاث الفيلا الذي اعتمد النظام الكلاسيكي في الديكور

حاييم .. يروق لي كثيراً نظرات الإعجاب من زواري حين يرون أثاث فيلتي

موشي .. واضح أنك تحب الطراز الكلاسيكي في كل شيء حتى نوع الموسيقى الذي تضعه وكذلك استخدامك للأسطوانات التقليدية القديمة

حاييم .. هل رأيت في منامك أحد الكوابيس إياها اليوم

موشي متعجباً .. وكيف عرفت بموضوع الكوابيس ؟

حاييم .. هل أخبروك أن كل دقيقة تمر عليك هنا تُكلفك خمسين دولار

موشي .. نعم اعرف هذا وأنا مستعد

حاييم .. إذن أجب على أسئلتي ولا تضيع نقودك في أسئلتك السخيفة

موشي .. كلما أغمضت عيني أرى هذه الكوابيس والغريب في الأمر أنها تبدو كالحقيقة وأذوق فيها طعم الموت في كل مرة حتى تحولت حياتي إلى جحيم

نهض حاييم يستبدل إحدى الأسطوانات بأخرى وهو يقول لموشي : أكمل حديثك فأنا أسمعك

موشي .. لا يوجد ما يُنغص عيشي سوى هذه الكوابيس وجئت هنا علني أجد عندك دواء لهذا الداء

حاييم .. هل هذا كل ما لديك حقاً

موشي وقد أصابه الضجر من هذا المشعوذ الذي يستخدم أسلوب الأطباء النفسانيين .. نعم هذا ما لدي

حاييم .. تذكر أن كل كلمة تقولها قد يكون فيها مخرجاً لحالتك فحاول أن لا تُخفي شيئاً

لم يستطع موشي أن يكتم غيظه هذه المرة خاصةً وحاييم يتركه يتحدث بينما هو مستغرق في تلميع التحف مولياً لها كل اهتمامه فقال موشي غاضباً : .. ألا ترى أنك تستخدم معي أسلوب التحقيق وكأنني ارتكبت جرماً أخشى من الإفصاح عنه .. لقد أتيت إلى هنا بمحض إرادتي كي تساعدني وليس لتضغط على أعصابي

لم يعر حاييم أي اهتمام لكلام موشي الأخير وكل ما فعله هو أنه وضع سبابته على جرس نحاسي بدا أنه قديم جداً فأحدث صوتاً خفيف وما كاد أن يفعل حتى دلف إلى المكان خمسة كلاب من كلاب الصيد الكبيرة الحجم وكلها سوداء كسواد ليل بدون قمر

اندفعت الكلاب إلى المكان محدثتاً جلبة وصخب وبإشارة واحدة من يد حاييم جلست جميعها في سكون وكأنها تجمدت كالتماثيل التي تملأ أرجاء المكان مما جعل موشي يشعر بالخوف من هذه الكلاب الضخمة خاصةً وجميعها تنظر إليه نظرة عداء شديد

وقف حاييم خلف الكرسي الذي يجلس عليه موشي قائلاً : سأجعلك تُنشط ذاكرتك قليلاً

موشي وهو بالكاد يستطيع الكلام بسبب رعبه من هذه الكلاب .. وكيف ستفعل ؟

حاييم .. ركس تعال إلى هنا

نهض أحد الكلاب وتوجه مباشرة نحو موشي ثم جلس ناصباً قائميه ناظراً إليه مباشرة مما جعل موشي يتجمد هلعاً .. عندها قال حاييم موجهاً حديثه لموشي لا تخف إنهم لا يؤذون أحد .. كل ما عليك هو أن تنظر في عين ركس مباشرةً وقل لي ماذا تسمع في ذهنك

لم يقتنع موشي بطمأنة حاييم له فهو يشعر أن قلبه سيتوقف من شدة النبض بسبب قرب الكلب الضخم منه ولكنه مضطر لتنفيذ ما يقوله له حاييم حتى لو طلب منه أن يرقص التانجو مع هذا الكلب

نظر موشي في عين الكلب مباشرة كما طلب منه حاييم ولكنه لم يسمع سوى ضربات قلبه وما إن مرت دقيقة واحدة وهو ينظر في عين الكلب حتى شعر أنه يغرق في بئر عميق فأشاح بنظره خوفاً قائلاً لحاييم بتلعثم : أحياناً أسمع هاتفاً في يقظتي يقول لي : ستموت يا موشي وستتناثر أشلائك في البحر

أشار حاييم للكلب فعاد إلى مكانه بين الكلاب الأربعة .. فأعاد موشي قدميه إلى الأرض قائلاً لحاييم بنبرة غاية في الاحترام .. هل عرفت شيئاً يا سيدي

حاييم .. مشكلتك يا بن عامي بسيطة .. فالرب يحبك كثيراً وقد أعطاك الحل دون أن تدري ولكنك لم تنتبه له

موشي مستغرباً .. كيف ؟؟!

حاييم .. هناك إشارة من الرب تقول لك : أنك ستموت مقتولاً في مكان فيه بحر وعليك أن لا تقترب من مكان فيه بحر حتى لا تموت

موشي .. حمداً لله إنني لم أذهب إلى حيفا وبقيت هنا في القدس .. فقد كنت أريد فعلاً أن أذهب إلى حيفا

حاييم .. لو ذهبت هناك لمتت في حيفا فعلاً .. فحيفا فيها بحر

موشي .. هل تقترح علي أن لا أغادر القدس أبداً

حاييم .. اذهب إلى أي مكان تريده ولكن على أن لا يكون فيه بحر فنهايتك ستكون في إحدى المدن الساحلية

موشي .. أشكرك على هذه النصيحة ولكن ماذا عن الكوابيس

حاييم .. الكوابيس تأتيك من أرواح شريرة تسكن في نفسك وفي بيتك .. ولذلك سأعطيك تميمة هديةً مني بدون مقابل ترتديها لمدة شهر في مكان بعيد عن بيتك وبهذه التميمة ستزول كل الكوابيس

موشي .. شكراً لك يا سيدي كنت واثق بأني لن أندم حين أتي إليك

حاييم .. نحن لا نفعل شيء .. كل ما نفعله هو حل رموز يمنحنا إياها الرب وهذه هي التميمة .. ولكن تذكر أن لا ترتديها إلا في مكان بعيد عن بيتك

تسلم موشي التميمة وكانت عبارة عن كيس صغير من القماش معلق في قلادة من خيط الصوف أسود اللون .. ثم أخرج حاييم من جيبه قلماً معطياً إياه لموشي قائلاً : .. مشكلتك بسيطة ولم تأخذ سوى ساعة واحدة فقط وأظنك لا تحمل مبلغ كبير في جيبك ولذا ستحتاج لدفتر شيكاتك

نظر موشي في ساعته فوجد أنه لم يمر أكثر من نصف ساعة .. فأخذ القلم من يد حاييم وأخرج من جيبه دفتر شيكاته وهو يكتب آسفاً وبصره متنقلاً بين حاييم والكلاب الخمسة .. ثلاثة آلاف دولار لحامله

غادر موشي فيلا حاييم وهو لا يُفكر سوى بالمبلغ الكبير الذي دفعه فهو لم يدفع مثل هذا المبلغ منذ أن سلك درب الشعوذة والمنجمين

حين عاد موشي إلى منزله كانت تنتظره روزا على باب شقته فخاطبته قائلة : ماذا حدث معك ؟

موشي .. أين ذهبت أنتِ.. ظننتك تنتظريني في السيارة

روزا .. طلب الحرس مني المغادرة وقالوا لي أنه لا داع لوجودي هنا وأن الأب حاييم سيستقبلك وحدك .. ولكن لم تخبرني ماذا قال لك وماذا قلت له وماذا أعطاك و...

موشي مخرجاً التميمة من جيبه .. أعطاني هذه وأخذ مني ثلاثة آلاف دولار!

روزا .. تعويذة شكلها غريب جداً .. يبدو أنها مهمة للغاية

موشي وهو يفتح باب شقته .. أرجو أن تكون كذلك فقد كلفتني الكثير

دخل موشي إلى شقته دون أن يرد على أسئلة روزا الفضولية وجلس يفكر بينه وبين نفسه في المكان الذي سيذهب إليه كي يرتدي القلادة ويتخلص من من هذه الكوابيس .. وفجأة خطرت على باله فكرة إحدى المدن فقرر أن يذهب إليها مع أول ضوء في الصباح

لم يدر موشي ما الذي جعله يُعجل بالسفر إلى تلك المدينة .. فكل ما يعرفه أنه وجد نفسه يقوم برزم حقائبه ويغادر شقته أثناء الليل .. وعلى الرغم من انه لا يحب القيادة ليلاً إلا أنه استحسن فكرة خروجه دون أن يدر به أحد وخاصةً العجوز روزا

قبل أن يخرج موشي من البناية سمع موشي حديث يهمس باللغة العربية التي يجيدها ببراعة فذهب باتجاه مصدر الصوت يسترق السمع عله يكون مخطئاً فسمع أحدهم يقول : .. هؤلاء الصهاينة أغبياء بدرجة كبيرة فأسطوانات الغاز التي يضعونها أسفل بنايتهم لا تحتاج إلا لقنبلة صغيرة كي تنفجر كلها وتجعل من المبنى قبراً لكل قاطنيه

تملكت موشي حالة من الرعب والفزع فلم يعد يدري ما الذي يفعله بعد أن عرف أن هناك من يود تفجير البناية التي يسكنها ..فخشي أن يخرج منها فيصطدم بهم ويقتلوه فقرر أن يتصل بالشرطة ولكنه اكتشف أنه نسي هاتفه المحمول في الشقة فتوجه مسرعاً إلى شقته ولكن سرعته بدت له بطيئة للغاية كأن أقدامه تخوص في مستنقع وحل يمنعه من التحرك بسرعة

بعد أن وصل إلى شقته بصعوبة بالغة رفع سماعة الهاتف فتفاجئ أيضاً أن أزرار الأرقام قد اختفت من مكانها وقبل أن يتوجه باحثاً عن هاتفه المحمول دوى صوت الانفجار يصم الأذان ثم انهالت عليه جدران الشقة و سقط السقف فوق رأسه مباشرة ساحقاً جمجمته وخالطاً لحمه بعظامه في ألم رهيب منعه من الصراخ فأخذ يُطلق آهات مكتومة

استيقظ موشي وهو مستمر في آهاته وما أن تبين له أن ما حدث كان أحد كوابيسه .. حاول الصراخ بكل ما يملك قوة ولكنه صوته لم يخرج وكأن جبلاً يُطبق على صدره يخنقه فأخذ يرتجف بشدة والعرق يتصبب من جسده بغزارة قائلاً لنفسه : أقسم أن تكون هذه آخر ليلة أبيت فيها في هذا البيت اللعين

ترقبواااااااااااااااااااااااااااااااااا

الجزء الأخير في الحلقة القادمه

يسلمو اخي على القصه
هذا ددليل على قلة إيمانهم وانهم أضعف من ما بنتصور

ودليل على غبااااااااءهم وتفاااااااااااااهتهم

يعطيك العافيه وبإنتظار الجزء الاخير
لنشوف اخرتها مع موشي

اهلا بيكي اخت نبض و ان شاء الله تعجبكم النهايه لموشي

بوركت السواعد

لله يبارك فيكي اختي