المهندس عضو مؤسس
عدد الرسائل : 8444 البلدة : في قلب حماس المهنة : مهندس إتصالات رقم العضوية : 2 نقاط : 1555 تاريخ التسجيل : 09/12/2007
| موضوع: سهره شيطانيه الجزء السادس و الأخير السبت 23 فبراير 2008, 16:59 | |
| و قبل أن ينتهي جدول الأعمال و بمبادرة من شيطان المكر اتّفق الجميع – بعد مشاوراتٍ ساخنة – على إعطاء الكلمة لابن الإنسان ليتحدّث فهو المعنيّ في النهاية و ليس من اللائق معاملته بجفاء كأنّه ( ابن الغسّالة ) ..
سفالة الشياطين .. السادة العفاريت .. كنتم جميعاً محقّين .. لا توجد خطيئة على وجه الأرض لم أرتكبها .. لحم جسدي متشرّب بكلّ تلك الآثام التي لا تكاد تنتهي .. عهري .. ساديّتي .. وحشيّتي .. شهوتي .. ملايين الأحلام الخبيثة التي تعبث بدماغي الصغير .. كلّ ذلك صحيح ..
لكن .. دعوني أولاً أسألكم يا حضرات المردة .. ما هي الخطيئة ..؟؟ هل توجد لوحدها بمعزل عنّا نحن البشر ..؟؟ أليست هي أولاً و أخيراً صفاتنا نحن ..؟؟ هل تعتقدون أنّه يمكن للشرّ أن يكون ( لا منتمياً ) ..؟؟
لا يا سادة .. الشرّ صفةٌ من صفاتنا , و الخطيئة تنتمي إلينا .. إلى هذه الأرض المليئة بالأحزان و الآلام و الأحلام المتبدّدة و طوفان الأسئلة الحيارى و دموع الثكالى و اليتامى و آهات الموجوعين و أنفاس العشّاق و همسات الشعراء و نزيز الشهوة و ضمّة الشفاه حين الألم و إطراقة الوجه اليائس حين العجز و غمزة أنثى تشعل ألف حريق و حريق ..
هذه هي الأرض يا سادة .. و نحن نحن .. لم تعرفوننا جيّداً .. لحسن الحظ .. ثمّة شيءٌ واحد لم يذكره أحد .. نحن ما زلنا نتشكّل .. طين أجسادنا لم يجفّ بعد , و ناركم التي تشتعلون بها لم تستطع بعد أن تحرق قوالب الطين فتجمّدها في هيكلٍ واحد لا يتغيّّر .. كلّ صباح نتشكّل من جديد .. و في لحظةٍ واحدة ربّما تتغيّر كلّ ملامحنا .. ربّما لم نستطع أن نحسب الزمن بدقّة .. لكننا ندرك - دون وعي - أن الزمن يشكّلنا كلّ دقيقة بملامح جديدة و قوالب جديدة و أننا في النهاية كائنات مؤقّتة ..
نعم .. تقتلنا تلك الحيرة حين نلوب في دهشة حائرة و نحن نفكّر : لماذا نحن هنا .. ماذا نفعل .. و أين سنذهب بعد أن يطفئ العالَم الضوء و يذهب للنوم ..؟؟
نضرب صدورنا الضائقة بغيظ موقنين أننا رغم كلّ شيء لن نعرف كلّ شيء .. فنستسلم للعجز المهين و نتناسى معرفتنا الناقصة و خيبتنا و مراراتنا و جهلنا و نبدأ نبحث كالمجانين عن أجوبة أكثر سهولة لأسئلة أكثر سهولة .. و تبدأ خطايانا كلّها في الظهور .
نحن نعيش الآن .. و لا نستطيع إلاّ أن نفعل ذلك .. و لأن ( الآن ) متحرّك دوماً و متغيّر باستمرار كنهرٍ أزليّ فنحن بحقيقة الأمر متحرّكون دوماً متغيّرون باستمرار ..
لم نحسم خياراتنا بعد .. و كل الآفاق أمامنا مفتوحة لكل الاحتمالات .. نحن البشر .. ارتكبنا على الأرض الشرّ .. و على الأرض أيضاً ما زلنا نحاول أن نكون أخياراً .. نحن نشعر بعجزٍ طبيعي عن فهم أنفسنا فنجرّب كلّ شيء و نفكّر في كلّ شيء و نمارس كلّ شيء .. نحن نتوق إلى الحقيقة .. نودّ لو نلمسها بأيدينا و نتذوّقها بأحداقنا الكليلة كما نتذوّق طعم النهار , لكننا نرتبك أمامها تماماً كالأطفال الصغار حين يرتجفون أمام طلاسم لم يعرفوها بعد فيخبئون وجوههم بأيديهم و يبدؤون بالنحيب ..
لا نثق تماماً بهذا العالَم الغامض .. و لأنّنا نخاف الغموض و نعشق الوضوح .. فنحن نسعى دوماً لأن نمتلك الأشياء الواضحة .. فقط .. نعم .. نحن مسكونون بالخوف .. نرتعد من فكرة أن نفقد كلّ شيء يوماً ما , فنحاول أن نمسك بأيدينا أكثر ما يمكن و لأطول وقتٍ ممكن فتظهر فينا كلّ أنانيّتنا و همجيّتنا و ساديّتنا و كوابيس أحلامنا و عيوننا الدامية .. لكن .. نكتشف لاحقاً أن هذا الوجود أكثر وداً و حميمية مما كنّا نخال , و أنّه كريمٌ للغاية عطوفٌ كقلب أم , فنبتسم واثقين و يظهر فينا كلّ الحبّ و الخير و الجمال و العدل و آلاف أقواس قزح تلوّن أحلامنا الفرِحة ..
ألم أقل لكم .. نحن نتغيّر كلّ صباح و كل الاحتمالات مفتوحة أمامنا دون حدّ .
أيها الشياطين .. لقد وضعتمونا في معركةٍ لم نستعدّ لها تماماً , و لم ندرك لماذا , و ما هي جريرتنا التي ارتكبناها .. لكنّا واثقين أنّ ثمّة الله , و أن لحظة وجدٍ واحدة معه في عليائه قد تجعل منّا ملائكة .. نحن نبكي كلّ مساء حين يحوّم الليل فوق طرقاتنا المنهكة , و نشعر بالندم أننا هذا النهار كنّا سيّئين للغاية , و قبل أن ننام نَعِد أنفسنا أننا على الأقل سنحاول أن نفعل شيئاً أفضل في الغد ..
لسنا شياطين .. و لن نكون .. هل تعرفون ما هو البكاء ..؟؟ هل تعرفون كيف يضجّ الوجود بتحنان الدعاء .. حينما يأتي المساء ..؟؟
الزمان : 2004 بعد الميلاد .. المكان : القاعة الذهبية في أحد فنادق الدرجة الممتازة .. الحدث : انعقاد المجمع الثاني لعموم الشياطين و الأبالسة و العفاريت و الجن الأسود و مردة النار ..
كلّ شيء تغيّر .. الوجوه أكثر نضارة و جمالاً .. لا يوجد قرونٌ و لا حوافر و لا ما يحزنون .. بدلات السموكن الأنيقة و الياقات المنشّاة و العطور الفاخرة و أقداح الشمبانيا الفوّارة تجعل المكان جنّة على الأرض .. البعض امتنع عن تناول الخمر مراعاة لمشاعر من لا يذوقها , و آخرون اعتذروا عن تناول الوجبة الفاخرة لأنهم صائمين , و في صدر القاعة يتربّع الشيطان الأكبر بكلّ وسامته و أناقته و ابتساماته المهذّبة ..
على يمينه وقف شيطانٌ جديد .. وسيمٌ للغاية .. شديد اللياقة و الأناقة .. ناعمٌ كخدّ صبيّة .. قدّمه الشيطان الأكبر للحضور : - يا سادة ... مواكبة لروح العصر و مراعاةً للتطوّرات الجارية .. و لأننا يجب أن نصعد إلى فوق .. إليكم شيطاننا الجديد : شيطان الفكر .......
و ما زالت الأرض تدور .. تمّت ..
تحيّاتي للجميع .. و كلّي خجلٌ و اعتذار أنني أطَلتُ فأثقلت . ربيع
تمت | |
|
نبض فلسطين عضو مؤسس
عدد الرسائل : 1515 العمر : 39 البلدة : فلسطين رقم العضوية : 9 نقاط : 1726 تاريخ التسجيل : 11/12/2007
| موضوع: رد: سهره شيطانيه الجزء السادس و الأخير الأحد 24 فبراير 2008, 15:23 | |
| خلصت يا خساره مهندسنا كنا مستمتعين بالحديث الي بين الشياطين
بس اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يعطيك الف الف الف الف
عااااااااااااااااااااااااافيه مهندسناااااااااااااااااااا | |
|
المهندس عضو مؤسس
عدد الرسائل : 8444 البلدة : في قلب حماس المهنة : مهندس إتصالات رقم العضوية : 2 نقاط : 1555 تاريخ التسجيل : 09/12/2007
| موضوع: رد: سهره شيطانيه الجزء السادس و الأخير الأحد 24 فبراير 2008, 22:50 | |
| ههههههههههههههههههه
رد حلو
مشكوره للمرور اختي و انتظروا الروايه القادمه سيكون فيها نوع من الاثاره | |
|
كتائب شهداء الاقصى عضو ذهبي
عدد الرسائل : 3683 العمر : 30 البلدة : رام الله - فلسطين رقم العضوية : 39 نقاط : 3121 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: سهره شيطانيه الجزء السادس و الأخير الأحد 24 فبراير 2008, 23:09 | |
| اخي المهندس | |
|
المهندس عضو مؤسس
عدد الرسائل : 8444 البلدة : في قلب حماس المهنة : مهندس إتصالات رقم العضوية : 2 نقاط : 1555 تاريخ التسجيل : 09/12/2007
| موضوع: رد: سهره شيطانيه الجزء السادس و الأخير الثلاثاء 26 فبراير 2008, 16:23 | |
| | |
|