كل منا تألم في حياته...، كل منا صرخ في حياته،
لكل منا دمعة سقطت في حياته..، لكل منا آهات وأنات
حزينة حائرة في حياته..، وكل منا يتألم ولكن كل على طريقته.
إن حياة الانسان لاتخلو من أحزان وابتلاءات أقلها غائب
ولم يعد..، مريض ولم يشفى بعد..، وميت لن يعود.
كل منا يتأوه ولكن على طريقته،فمنهم آهاته على هيئة دمعات
وآخر صرخات وثالث يبكي وينزف ويتأوه ويصرخ ولكن في
صمت مطبق لا يشعر به احد اذا لم يبوح بثنايا صدره المتورم
من الآهات والانين...
مسكين هذا الثالث لا أحد يشعر بما فيه من هواجس..اخفاق
..شقاء ..خوف ...توتر ...وآخره ..أمراض.
ألا يعلم هذا الثالث أن ما هو فيه قد يقضي على حياته في بعض الأحيان إما بجلطة نتيجة تراكم الصفائح الدموية في
شرايين الدم.
ألا يعلم هذا الثالث أن التوتر يحدث خلل وضعف في نظام مناعة جسمه فيصبح عرضة للأمراض والفيروسات أقلها
الأمراض الجلدية.
ألا يعلم هذا الثالث أن التوتر يؤثر على حموضة المعدة فتمرض
المعدة والمريء والأمعاء وتهيج القولون ويرتفع الكوليسترول
والسكر والضغط...!!!
ألا يعلم هذا الثالث
أن التوتر يجعله حزينآ ،تعيسآ، قلقآ ، متشائمآ،عصبيآ فيصعب التعايش معه
بسرعة غضبه وبالتالي غير قادر على اتخاذ قرارات سليمة ومسؤولة.......!
لماذا أيها الثالث تعطي لذهنك مساحة أوسع للتفكيرفي كل ما
يستحق وما لايستحق..؟
في كل من يستحق ومن لايستحق؟
في مستقبل مجهول قد تعيشه وقد لا تعيشه..؟
في فقر، في مرض ،في مصير ،في رزق...؟!!!
قال تعالى( وفي السماء رزقكم وما توعدون،فورب السماء
والأرض إنه لحق مثل ماأنكم تنطقون)
وفي الهدي المحمدي عليه الصلاة والسلام(كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)
ارضى بما قسم الله لك حتى يرضى عنك واحمده على نعمه الكثير التي عندك،فأعظم نعمة تملكها نعمة الايمان وأقلها الصحة والعافية.
ابحث عن السعادة بداخلك فصدقني مجرد الشعور بها لايقاس
بثمن.
حاول أن تنظر الى ايجابيات الامور ولا تنظر الى سلبياتها.
حاول أن تدخل السرور على قلوب الاخرين وارسم بسمة
تنير وجوههم وصدقني ستنعكس عليك وستشعر بسرور
وانشراح داخلي لأنك قمت بعمل عظيم.
ولقد أرشدنا حبيبنا عليه الصلاة والسلام الى طريق رائع
السير فيه ولن تندم(أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟
أرحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك،يلن قلبك
وتدرك حاجتك).
احمل هم الدين ولا تحمل هم الدنيا فهذا هو الهم الذي يجب على كل مسلم أن يحمله.
اقبل على الله فستجد كل الأنس عنده ،فلا يضرك أحد حاقد كان
أو حاسد أو ظالم.
سر على هدي الحبيب فهو أسعد الناس فلقد أدرك وعلمنا
أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فرضى عن ربه فأرضاه
لأنه يعلم ويعلمنا أن الشدائد مهما عظمت لا تدوم وأن الليل
وراءه فجر نهار مشرق ببزوغ الأمل،وهذه هي سعادة الدنيا فما بالك لو نلتها وهي فانية..!مع أن تتطلع لنعيم الجنة الدائم
فوالله ستنسى كل شقاء وعذاب مع أول غمسة في جنة الرحمن
جل في علاه.
وأختم بحديث الصادق الصدوق عليه الصلاة والسلام:
(...ويؤتى بأشد الناس بؤسآ في الدنيامن أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال: ياابن آدم هل رأيت بؤسآ قط؟هل مر بك
شدة قط؟ فيقول:لا والله يارب! ما مر بي بؤس قط ولا رأيت
شدة قط).
جعلنا الله واياكم ووالدينا والمسلمين من هؤلاء.
*آمـــــــين*