أكد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، أنّ المقاومة اللبنانية ستردّ بقوة على الجريمة الصهيونية التي استهدفت عماد مغنية، أحد أبرز قادتها، الأسبوع الماضي في العاصمة السورية دمشق، مشدداً على أنّ المقاومة اللبنانية ستدافع عن نفسها أمام الإرهاب الصهيوني "بالطريقة التي نختارها وفي الزمان والمكان الذي نختاره بقرارنا الوطني وبإرادتنا وعزيمتنا وشجاعتنا".
جاء هذا في كلمة ألقاها نصر الله اليوم الجمعة (22/1) في ساحة سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية ببيروت، خلال مهرجان "الوفاء للشهداء"، والذي جاء بعد أسبوع من اغتيال القائد عماد مغنية. وحضر المهرجان عدد كبير من الفعاليات السياسية والاجتماعية اللبنانية والفلسطينية، وحشد غفير من الجماهير اللبنانية ومن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وتوعّد نصر الله جيش الاحتلال بمقاومة شرسة إذا ما فكّر ذلك الجيش باجتياح جنوب لبنان، وقال إنّ "المقاومين الذين أصبحت عزيمتهم أمضى وإرادتهم أقوى؛ سيقاتلون جيش الصهاينة إذا فكّر أن يدخل إلى جنوب لبنان عند كل واد وعند كل تل وعند كل طريق".
وأضاف نصر الله أنّ "المقاومة ستقاتل الإسرائيليين في أي حرب جديدة؛ قتالاً لم يشهدوه طوال تاريخهم، وسيُدمّر جيشهم ودباباتهم في الجنوب، وستبقى "إسرائيل" بلا جيش، و"إسرائيل" عندما تبقى بلا جيش لا تبقى"، حسب تأكيده.
ولفت الأمين العام لـ"حزب الله"، الانتباه إلى أنّ العدوان الصهيوني على لبنان بدأ منذ احتلال الصهاينة لفلسطين عام 1948، "حيث أنّ الاعتداءات الصهيونية على لبنان مستمرة ولم تتوقف"، مشدداً على أنّ ما تقوم به المقاومة اللبنانية "هو حقها الشرعي والقانوني والطبيعي والإنساني والأخلاقي في الدفاع عن شعبنا وأهلنا وقرانا ووطننا، عندما تتخلى عنه الدولة وعندما يتخلّى عنه العالم".
وأوضح القيادي اللبناني البارز أنّ استراتيجية المقاومة في لبنان كانت ومازالت هي تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة وأسرى في السجون، والدفاع عن لبنان وحمايته من الاعتداءات الصهيونية المتكررة والقائمة.
كما أكد نصر الله أنّ المقاومة في لبنان تحوّلت إلى "مؤسسة لا تتوقف لا في خططها ولا برامجها وتكتيكها ولا سيرها الاستراتيجي على شخص وعلى قائد مهما علا شأنه"، وذلك في سياق تأكيده أنّ استشهاد مغنية لن يؤثر على قدرات المقاومة اللبنانية وجهوزيتها ومعنوياتها.
وقال نصر الله في خطابه الذي قوبل باهتمام إعلامي كبير إنّ "المسار التاريخي في المنطقة سيصل إلى نهايته خلال سنوات قليلة، وهذا الأمر قهري وحتمي لأسباب ذاتية وأسباب موضوعية، منها أولاً أنّ "إسرائيل" وجود طارئ وغريب ولا يمكنها الاستمرار في المنطقة، وثانياً أنها (دولة الاحتلال الصهيوني) ليست موجودة بقوتها الذاتية وإنما موجودة بفعل الإرادة الدولية، وثالثاً بسبب صمود الشعب الفلسطيني ستين عاماً والذي تحمّل مالا يطاق ومازال يتحمّل من القتل اليومي والحصار والتجويع وقتل القادة والكوادر والشباب والنساء والأطفال ويرفض أن يستسلم وأن يسلم القدس وأن يتخلى عن الأرض ويرفض أن يوطن في أي أرض غير أرض فلسطين الطاهرة والمقدسة"، مستطرداً إنه "ليس أمراً بسيطاًَ أن يصمد شعب ما ستين عاماً في ظل كل هذه الظروف القاسية والمريرة والأليمة وخذلان العالم".
وأضاف الأمين العام لـ"حزب الله" سبباً رابعاً يؤكد حتمية نهاية الكيان الصهيوني ويتمثل، وفق كلامه، في الواقع الديموغرافي في فلسطين الذي يسير لصالح الشعب الفلسطيني، وسبباً خامساً يتجسّد في الممانعة العربية.
وأشار حسن نصر الله كذلك إلى ما يشهده الكيان الصهيوني من تغيّرات على مختلف الصعد، وازدياد نسبة السرقة والجرائم والمخدرات ونسبة الخلل الأمني والتفكك الاجتماعي والتناحر الداخلي، وقال "إنّ هذا المجتمع يستبدل العقيدة التي كانت العصابات الأولى تضحِّي من أجلها بواقع مختلف؛ بشباب يرفضون الالتحاق بالجيش وبجنود في الجيش يرفضون الذهاب إلى الموت".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام