الأدلة العقلية على إثبات نبوه محمد صلى الله عليه وسلم
سيره محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة
لم تثبت نبوه نبي في شريعة من الشرائع بالبراهين العقلية القاطعة كما ثبتت نبوه محمد صلى الله عليه وسلم والدليل مستقى من حياته فقد ثبتت انه نشأ أمي لا يعرف شيئا من شرائع الأمم وأديانها ولو حصل ذلك لأذاعه أعداؤه ليكون ذريعة لهم في إنكار نبوته.
وتعد سيرته صلى الله عليه وسلم أية صدق على انه رسول ففي بواكير حياته وقبل بعثته لم يعرف عنه مخالطه قومه في المجون واللهو وعباده الأصنام فكانت حياته مبراة من شوائب الجاهيله ومعايبها فلم يسجد لصنم ولم يشارك أقرانه المعاصي بل كان يؤثر العزلة والخلوة بعيدا عن باطل القوم . كما عرف بالصادق الأمين إذ من عرف بالصدق مع الناس فانه من باب أولى لا يكذب في رسالته وتبليغه عن الله تعالى.
وقد وصفته السيدة خديجه (رضي الله عنها) بقولها: (( انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق)).
وقد بعث صلى الله عليه وسلم بعد سن الأربعين وكانت أخلاقه موضع ثناء رب العزة إذ قال سبحانه وتعالى (انك لعلى خلق عظيم) وأي ثناء أعظم من شهادة رب العالمين.
كما عرف بسلامه العقل و سداد الرأي والتفكير و الاستقامة وتجرده عن المصالحة الخاصة وتنزهه عنها فأبى جميع ما عرض عليه من مغريات من مال وجاه مقابل تخليه عن الدعوة وكان صلى الله عليه وسلم زاهدا في الدنيا ولم يحي حياة الملوك بل قنع في دنياه ولم يورث درهما وعاش عيشه متواضعة.
موقف النبي صلى الله عليه وسلم من قومه وإيه صدق على ثبوت نبوته
حمل النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة نورا وهدى للعالمين فانكر عليه قومه وتعرضه لأصنامهم واخذوا يساومونه على أحطام الدنيا لقاء تخليه عن دعوته فعرضوا عليه الجاه والمال والنساء فرفضها وقاطعوه ومن معه من المسلمين واتبعوا أساليب الكيد لهذه الدعوة والحقوا بع وبأتباعه صنوف الأذى الجسدي والنفسي والمعنوي حتى اضطر إن يهاجر المدينة أضافه إلى محاولات قتله والتخلص منه ومحاربته نفسيا إلا انه صلى الله عليه وسلم بقي ثابتا شامخا إمام كل هذه المكائد فلم تهن له عزيمة ومضى في تبليغ الدعوة دون كلل أو ملل ثم حدثت مواجهات عسكريه مع خصومه كتب الله – تعالى – له النصر فيها لما كان عليه من ثقة قويه بالله عز وجل وتقوى له وكل ذلك دليل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم .
الاستدلال بجوهر الرسالة على صدق النبوة
إن أي إنسان ينظر بتبصر فيما جاء به صلى الله عليه وسلم من دعوه للتوحيد وبيان لأصول العبادات الصحيحة ونظم المعاملات بين الناس ومناهج الأخلاق ومبادئ السياسة يرى في كل ذلك موافقة للحق بلا شك فلا يجد تناقضا ولا تهافتا في نصوص دعوته ولا ضعفا في أصول الشريعة ولا في فروعها علما بان ما يأتي به أي إنسان – مهما بلغ من العبقرية – لا يخلو من شيء من الضعف والنقص والخطأ .
فجوهر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكمال أصولها وفروعها مشاهد عظيمة على صدق رسالته الموحى بها من عند الله عز وجل.
القرآن الكريم دليل عقلي على صدق النبوة
إن القرآن الكريم معجزه الرسول صلى الله عليه وسلم المعنوية والعقلية وهي باقية بحفظ الله لها وبها تحدى الله تعالى الإنس والجن على إن يأتوا بمثل هذا القران الكريم أو بعشر سور أو سوره منه فعجزوا لما اتصف به من الفصاحة والبلاغة والتي عجز عن محاكاتها كبار فصحاء العرب.
وقد رفع الرسول راية التحدي وهو واثق بان ما أوحى به إليه لا يمكن الإتيان بمثله وهذا ما أكده القران الكريم قال تعالى:((وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبادنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين؛ فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)).
فالقرآن الكريم بما اشتملت عليه من ألفاظ وتراكيب وعلوم ومعرف وأخبار وتشريعات وغيبيات دليل واضح على انه ليس من محمد صلى الله عليه وسلم وإنما هو من عند الله عز وجل.
من شهادات علماء الغرب على صدق النبي صلى الله عليه وسلم
إن الدارس لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والدين الذي جاء به دراسة موضوعيه لا يمكن إلا ان يقر بصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعظمه هذا الدين الذي جاء به ولقد أقر كثير من علماء الغرب و مفكريهم بهذه الحقيقة ومنهم الطبيب الفرنسي (بوكاي) الذي يقول:((فالقرآن فوق المستوى العلمي للعرب وفوق المستوى العلمي للعالم وفوق المستوى العلمي للعلماء في العصور اللاحقة وفوق مستوانا العلمي المتقدم في عصر العلم والمعرفة في القرن العشرين ولا يمكن أن يصدر هذا عن أمي وهذا يدل على ثبوت محمد صلى الله عليه وسلم وأنه نبي يوحى إليه )).
إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العطرة والأعمال التي قام بها لدليل واضح على صدقه صلى الله عليه وسلم لا مجال فيه للشك أو الإنكار وقد أقر بذلك كل من بحث بسيرته بصدق وموضوعية.