البحث عن غرفة.. شعار الساعات الاخيرة قبل النهائي الافريقي ..

عندما أقيمت بطولتا كأس الامم الافريقية 2004 و2006 لكرة القدم في تونس ومصر على الترتيب كان شعار الادوار النهائية للبطولة هو "البحث عن تذكرة" ولكن الحال اختلف كثيرا في بطولة كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين 2008 التي تختتم فعالياتها اليوم في غانا حيث تحول الشعار إلى "البحث عن غرفة".
وعلى الرغم من المشاكل العديدة التي واجهتها العديد من المنتخبات المشاركة إن لم تكن جميعها منذ بدء فعاليات البطولة بما في ذلك المنتخب الغاني نفسه صاحب الارض توقع الجميع أن تتقلص هذه المشاكل أو تتلاشى بمرور الوقت خاصة مع الوعود العديدة من المنظمين بمواجهتها.
ولكن على ما يبدو أنها وعود فقط لا تدخل إلى حيز التنفيذ حيث لم يتبق على نهاية فعاليات البطولة سوى ساعات قليلة حيث يلتقي منتخبا مصر والكاميرون اليوم في المباراة النهائية للبطولة لكن المشاكل ما زالت سائدة ويأتي في مقدمتها مشكلة الاقامة.
والحقيقة أن اللجنة المنظمة ليست مسئولة مسئولية تامة عن توفير أماكن لاقامة مشجعي الفرق المشاركة لكنها بالتأكيد مسئولة عن توفير أماكن للبعثة الرسمية وكذلك للبعثات الاعلامية المشاركة على أن تكون إقامة البعثات الاعلامية بأسعار مخفضة مثلما يحدث في جميع البطولات حول العالم.
كما تندرج تحت مسئوليات وواجبات اللجنة المنظمة للبطولة مراقبة أسعار الاقامة في الفنادق والنزل المختلفة سواء للاعلاميين أو المشجعين.
ولكن هذا أو ذاك لم يحدث فما زالت مشكلة الاقامة تؤرق الجميع حتى أن الكثيرين فكروا بالفعل في مغادرة العاصمة أكرا أمس عائدين إلى بلادهم نظرا لعدم توافر الاقامة بالشكل الجيد وازدحام جميع الفنادق تقريبا ومغالاة الفنادق التي يوجد بها عدد قليل من الحجرات.
وإذا كانت أسعار الفنادق قد تراوحت من 40 إلى 100 دولار قبل بداية البطولة فإنها قفزت في بداية البطولة إلى ما بين 120 و300 دولار وازدادات لأكثر من ذلك حيث وصلت في الوقت الحالي إلى 175 دولار كحد أدنى للغرفة في أكثر الفنادق تواضعا في أكرا.
ولكن المثير للدهشة أن الحجز ودفع المقدم لا يعني أن العميل قد ضمن الاقامة وقد عانى من هذه المشكلة العديد من الفرق والمشجعين والاعلاميين حيث تحولت الفنادق إلى ساحة للمزاد العلني فمن يدفع أكثر ينال الحجرة بغض النظر عن وجود حجز بل والاكثر من ذلك أن بعض العاملين في الاستقبال ببعض الفنادق طلبوا الرشاوى بالفعل من أجل توفير حجرة استغلال للموقف.
وكان للمنتخب المصري والبعثة الاعلامية المرافقة له نصيب الاسد من هذه المأساة التي يعتبرها الكثيرون بالفعل مأساة وكارثة.
رغم حالة الاستقرار التي اتسمت بها إقامة الفريق في مدينة كوماسي على مدار الاسابيع الثلاثة الماضية بعد حل مشكلة الاقامة التي واجهت الفريق قبل بداية مشاركته في البطولة تجددت مشاكل الاقامة في وجه البعثة المصرية التي عاشت ليلة من العذاب في أكرا مساء أمس بسبب عدم توافر أماكن الاقامة الجيدة في العاصمة الغانية التي يجتاحها زحام شديد مع استغلال مقيت.
ونجح مسئولو البعثة بالكاد في تسكين لاعبي الفريق وأعضاء الجهاز الفني للحفاظ على تركيزهم قبل اللقاء المهم خاصة وأن الفريق وصل إلى أكرا قبل 30 ساعة فقط من اللقاء حيث وصل ظهر أمس السبت.
أما بالنسبة لباقي أفراد البعثة فقد واجهوا مشاكل عديدة بدأت من عدم إيجاد أي حجرة في نفس الفندق للمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة (بمثابة وزير الشباب والرياضة في مصر) وسكرتيره ونفس الامر ينطبق على أحمد شاكر أمين صندوق الاتحاد المصري لكرة القدم.
وأمام فشل الجميع بما فيهم مسئولي السفارة المصرية بأكرا في إيجاد غرفة لصقر أو شاكر كان الحل الوحيد هو إقامة شاكر مع سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري للعبة في نفس الحجرة نظرا لضرورة تواجدهما بجوار الفريق.
بينما انتقل صقر للاقامة في فندق آخر.. ولكن المشكلة لم تنته فقد فشل مسئولو السفارة في إيجاد حجرة لسكرتير صقر مما جعله يجلس في استقبال الفندق حتى ساعة متأخرة من الليل.
أما البعثة الاعلامية المرافقة فقد تجرعت من العذاب ألوانا وبعد رحلة سفر استمرت سبع ساعات بالاتوبيس من كوماسي إلى أكرا لعدم توافر أماكن كافية على الخطوط الجوية الداخلية فوجئت البعثة بالفندق الذي تم الحجز فيه ورغم دفع مقدم الحجز وقد أعطى الغرف المخصصة للبعثة إلى أناس آخرين نظير حصول مسئولي الفندق على زيادة مالية بلغت 300 دولار خارج حساب الغرف.
وبعد رحلة بحث في أكثر من 20 فندقا أكد مسئولوها أنها مزدحمة تماما توصلت البعثة إلى إمكانية تقسيم نفسها على فندقين متجاورين.
ولعب رجل الأعمال المصري مدحت خليل عميد الجالية المصرية في غانا الدور الاكبر في توفير غرف بالفندقين لحل الازمة.
وعلى الرغم من هذا الجهد الكبير من رجل الاعمال المصري كان مستوى الفندقين صدمة جديدة للاعلاميين نظرا لانقطاع التيار الكهربائي والمياه في هذا الجو الصعب حيث تشهد أكرا ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة في المساء أيضا بالاضافة لارتفاع نسبة الرطوبة.
وإزاء إصرار البعثة على ترك الفندق والتهديدات شديدة اللهجة من مدحت خليل بإحضار الشرطة قام مسؤولو الفندق بتشغيل مولد الكهرباء الذي يتوقف عن العمل كل خمس دقائق مما أثار سخط الجميع.