بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله أولا , حمداً كثيرا متوالياً , و إن كان يتضائل دون حق جلاله حمد الحامدين , و أصلي و أسلم على رسله ثانياً , صلاة تستغرق مع سيد البشر سائر المرسلين , و أستخيره تعالى ثالثاً فيما انبَعَث له عزمي في نصرة سيدنا خاتم النبيين في مقالة تُيَسر فهم الغافلين عن نوايا المفسدين.
قال تعالى : (( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) البقرة 124.
قال تعالى : (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )) فاطر 32
ان الإصطفاء أمر عضيمٌ يمده الله سبحانه الى المصطفى و آله و أمته, و قد أُصطُفِيَ العرب بآخر الأنبياء و المرسلين, و أُصطفية قريشاً من العرب و آل هاشم من قريش فاختار الله سبحانه سيد الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم صلى الله عليه و سلم.
بهذا الإصطفاء الجليل فضل الله سبحانه العرب على جميع الأمم بتكليفهم الدين القيم حيث قال سبحانه : (( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )) الحج 78.
سيكون محمد صلى الله عليه و سلم شهيدا على أمته (نحن) (العرب) لأنه عليه أفضل السلام بلغ بما أُمر به و أتم الدين, فيصبح بهذا شهيداً علينا, ولكن كيف نصبح شهداء على الناس ؟ أنصبح شهداءً و نحن راقدون في منازلنا المنعمة؟ لا !! بل نصبح شهداء على الناس حين نبلغ رسالة نبيينا و حبيبنا محمد عليه أفضل السلام (( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ))
الآن و بعد هذا سيخطر على عقولنا سؤال جريء جوهري : هل ترى في عينيك أيها القارئ دولة عربية واحدة تجاهد أنظمتها و سياداتها في سبيل الله حق جهاده ؟!
إذا كانت الإجابة نعم فيلزمك الذهاب إليها ولو زاحفاً
و اذا كانت الاجابه ب لا فإستمع للبقية من الحديث
ان التعريف الحقيقي لنصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم هي نصرة الرسالة التي بعث بها سيد المرسلين
و يلزم هذا الأمر ما يلي :
1- الإستمساك بكتاب الله و آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم . اذ قال عليه الصلاة و السلام (( أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله و عترتي ، أهل بيتي )) الالباني : صحيح , المصدر صحيح الجامع
2- الإستبراء من كل نظام لا يحتكم بشرع الله سبحانه . قال تعالى : (( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) المائدة 44
3- توحيد الأمة من التشققات و التمذهب الحالي لأنها فتنة و ليست شيئا يدعوا للتفاخر بالإنتساب بأياً منها . يقول الله العظيم (( مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) الروم 31 - 32
و يقول تعالى : (( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ )) الأنعام 65
و في الختام أسأل الله العلي القدير أن ينصر الإسلام و المسلمين على الكفار و المتمسلمين انك انت الرب المهيمن و انت الرب القدير