درب المحبة في أرض دمياط <من رحلة الحنش جزء 1>

<قال جدي رحمه الله أي بني ان دروب الخير كثيرة, فدرب المحبة يا ابني لا يعرفه الا اثنان

, فأما الأول إن تأوهت تلقاه سندا ولو بابتسامة

, واما الاخر فذلك الذي يمشي ويزرع بذور الخير وان اعجزته الاشواك
>

قلت: وماذا عن درب الأخوة

قال: ألم تعلم يا ابني ان الاخوة هي لب المحبة, فعليك بدرب المحبة فانها الاخوة الصادقة.



قلت: وكيف يكون لي أخٌ اصل به الى ذاك الدرب.؟

فصمت وقال: الم تعلم يا ابني ان السحب ترسل مزنها للارض بسخاء دون مقابل؟!,

فتعيد فيها نشوة الحياة من جديد, فعندها سوف ترى العصافير تغني بهاءا واحتفالا.

قلت: جزاك الله خيرا ايها الجد الطيب.

ومر الزمن, وكتب القدر ان ارحل الى ديار كان يحكمها ملك, له جواري وعبيد يحفونه من كل مكان,

وطأت قدامي تلك الارض, ارض ما ان يراها انسان حتى تسحر عيناه,

اأرضها ممروجة بارصفة تعكس اشعة النور لتذهل الناظر اليها,

كنت اظن نفسي وكانني في حلم لعظمة ذالك المكان وروعته.

تقدمت خطوات للأمام واذ بي ارى مجموعة من الناس مغمورة في ضحكها ولهوها. فتعجبت وقلت في نفسي من هولاء الناس؟!

وتقدمت بسرعة وبينما انا كذلك اذ استوقفتني شابة كان يبدوا عليها الغضب! قالت لقد حكمت على نفسك بالهلاك بنزولك هذا المكان.

فاقتادتني الى سرداب لا يوجد فيه الا بعض الناس العاجزة, واثار التعب تبدوا على وجوههم.

قلت: ايتها الشابة الى اين ينتهي هذا السرداب؟ وما هو ذنبي؟ قالت ينتهي الى سجن مظلم ومنتن الرائحة, فتعيش ما تبقى لك من ايام هناك, لتنال حصيد ما زرعته هنا.

كان يحرس تلك الشابة بعض الرجال الاشداء والاقوياء, وكانو يتكلمون بلهجة لا اعرفها. قلت لها: ومن هو حاكم هذه الديار؟ قالت :رجل يدعي عفاف بن دمياط!
قلت: وما شأن هولاء الرجال؟

قالت هولاء اناس من ارض واق الواق جلبهم الملك ليكونوا له سندا وقوة.


للحديث بقية

انتضرونا في الجزء الثاني من رحلتي الى ارض دمياط