التوبة
موضوعنا يتكلم عن التوبة والتوابين وسنعرض مجموعة من قصص التوابين
فمن كان لديه قصة عن التوابين يستطيع المشاركة بها لعلها تكون ضياء لغيره
يستفيد منها فأرجو أن لا يبخل بها....
( هل سألت نفسك يوما ماهي التوبة )؟؟؟؟!!!!
التوبة (لغة) الرجوع من تاب يتوب اذا رجع
وشرعا الرجوع من معصية الله تعالى الى طاعته
والتوبة واجبة من كل ذنب واعظمها وأوجبها التوبة من الكفر الى الايمان قال تعالى
(قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)
ثم يليها التوبة من كبائر الذنوب , ثم المرتبة الثالثة التوبة من صغائر الذنوب
ودلائل وجوب التوبة عديدة :
1.من القرآن:
1. قال تعالى : (يأيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا)
أي صادقة جازمة تمحو ما قبلها من السيئات , وثلم شعث التائب وتكفه عما كان
يتعاطاه من المعاصي
2. قال تعالى :( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)
فهنا نري أن الله تعالى وعد بقبول التوبة
3.قال تعالى:(قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)
اما هنا فقد فتح الله تعالى لنا أبواب الرجاء
4.وقد أمرنا الله تعالى بالمبادرة بالتوبة قبل دنوا الأجل فقالى تعالى:
( انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأؤلئك يتوب الله
عليهم وكان الله عليما حكيما وليس التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر أحدهم
الموت قال اني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك أعتدنا لهم عذابا أليما)
5.وأمرنا للمسارعة بفعل الخيرات لنيل القربة
قال تعالى : (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت
للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراءوالكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب
المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن
يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من
ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) صدق الله العظيم
2. دلائل وجوبها ( من السنة):
1.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (والله اني لأستغفر الله,وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) رواه البخاري
2.وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يأيها الناس توبوا الى الله واستغفروه فاني أتوب في اليوم مائة مرة) رواه مسلم
ففي الحديث الأول: أقسم الرسول بأنه يستغفر الله ويتوب اليه أكثر من 70
مرة...وهذا وهو الرسول الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه ما تقدم من ذنبه وما تأخر
وفي الحديث الثاني أمر الرسول الكريم الناس أن يتوبوا الى الله
3.عن أبي حمزة انس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
رسول الله قال:
( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة) متفق عليه
وفي رواية لمسلم
(لله أفرح بتوبة عبده حين يتوب اليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت
منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها,فأتى شجرة فاضطجع في ظلها, وقد أيس من
راحلته,فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده,فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح
اللهم أنت عبدي وأنا ربك (أخطأ من شدة الفرح)
فهذان الحديثان : عن قصة رجل كان بأرض فلاة ليس حوله أحد لا ماء ولا طعام ولا
أناس,ضل بعيره أي ضاع فجعل يطلبه فلم يجده فذهب الى شجرة ونام تحتها ينتظر
الموت قبينما هو كذلك اذا بناقته عنده قد تعلق خطامها بالشجرة
فهو فرح لا يمكن تصوره ,فرح بالحياة بعد الموت ولهذا اخطأ ,أراد ان يثني على الله
فيقول اللهم انت ربي وأنا عبدك وهو دليل ان الله لايؤاخذ الأنسان اذا أخطأ القول
ويعتبره كاللغو في اليمين قال تعالى:(لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن بما كسبت
قلوبكم)
4. عن أبي موسى عبدالله بن قيس الأشعري رضي الله عنه,أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال:
( ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب
مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه مسلم
ففي هذا الحديث نرى كرم الله حيث أنه عز وجل يقبل التوبة وان تأخرت
فان أذنب في الليل وتاب في النهار تاب الله عليه
وان أذنب في النهار وتاب في الليل تاب الله عليه
وفيه أيضا اثبات ( اليد) لله عز وجل بل له (يدان) جل وعلا كما قال تعالى:
(وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان)
ولكن يجب ألا نتوهم انها مثل أيدينا قال تعالى (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير)
فالله يقبل التوبة وان تأخرت ولكن على الانسان أن يسارع خوف فجأة الموت فيموت
قبل أن يتوب
وفي هذا الحديث أيضا أن الشمس اذا طلعت مغربها (انتهى قبول التوبة)
فالمعروف أنه منذ خلق الله الشمس الى يومنا هذا والشمس تطلع من المشرق ....
(ولكن )
في آخر الزمان يأمر الله الشمس أن ترجع من حيث جاءت فتنعكس الدورة وتدور بالعكس
وتطلع الشمس من مغربها واذا رآها الناس آمنوا كلهم حتى الكفار ( لكن ) الذي لم يؤمن
قبل أن تطلع الشمس من مغربها لا ينفعه ايمانه أو توبته بعدها
5 .عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن عمربن الخطاب رضي الله عنهماعن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:( ان الله يقبل توبة عبده مالم يغرغر)
أي ما لم تصل الروح للحلقوم,فاذا وصلت الروح الحلقوم فلا توبة له.
( وللموضوع بقية انشاء الله لنبدأ قصص التوابين)
المصدر عن كتاب رياض الصالحين للشيخ محي الدين النووي
وكتاب مختصر كتاب التوابين للامام الحافظ موفق الدين المقدسي