أتحرى النظر
متــرقبــةً ...ذاكَ الأفـق البعيــد ...
فــ / لا أجــد مـن مــارّة ...
أرى فقـــط حبــات الــرمــل تحــتَ قــدمـاي ...
لا أرى ســوى بضــعَ شجيــراتٍ أمــامـي ...
أقــف ...
أنظــر مــن نــافــذةِ سجنـي المتــواري عـن الأنظـار ...
نعــم ... سجنــي !!!
فـــ / لا أجــدُ ســوى جنــود الألـم تتــربــص لــي ...
وأسلحـة الـوحـدة تتحلــّـف لــي ...
أعيـــدُ النظــر إلـى داخـل سجـني ...
فـــ / أجــدُ الحــائط قـد أزال الــدهـر القــاسـي بهجتــه ...
حتــى تلــكَ الصـور لـي ...
بعـدمـا كــانت الابتسـامــة تــُرْتــسَــمْ علـى شفتـاي ...
وجـدتهمــا قـــد أصـابهمــا الــذبــول ...
نقــصَ عنهمـا المــاء المعـالــج للعبــوس ... !!!
أنظــرُ فــي أنحـاء سجنـي
فــ /أجـدُ أن أوراق شجــرتـي الصغيـرة قـد ماتــت ...
فــ/ قـد اعتـزلهـا ضـــوء الشمــس ...
كمـا اعتـزلتنـي الابتسامــة ...
أعـاودُ النظـر لأجـدَ فـــراشـي ...
ووسـادتـي ...
كـم عـــانـتْ تلـــكَ الـــوســادة مــن دمــوع ذرفتهـا عليهــا ...
وســادتـي التـي أضنــاها الحـزن ...
دمـــوعي أرهقتهــا ...
فـــ / لــم تعــدْ نــاعمـة الملمــس كـ / عــادتهــا ...
بـل أصبحـتْ وكــأنهـا وسـادةً مــن قــش أو أشواك ...
اعتـراهــا الاكتئـاب كمـا اعتـراني ...
أنظــرُ ... فـــ / أجـدُ طـــاولتــي وكـــرسـيَّ ...
هــذا هــو مكـــاني المفضـل مــن زوايــا سجنـي
فــــ / دائمـا عنــدَ تلكَ الطـــاولـة أفتـحُ أوراقي
ويطلـق قلمـي عنـــانه وينـزف معـانـاتـه ...
معاناتي التـي طــوقتنـي كـــ / حبـل المشنقـة
وقلمي الــذي ينـــزفُ بــدلَ حبرهِ دمـــاً ...
نعـم ... ينـــزف الـدمَ كـــ / قلبـي ...
هـــا أنـا أمسكُ قلمـي مـــن جــديــد
لـــ / أصــفَ معانــاة يـــومـي المعتـــادة
أشعـلُ شمـــوعـي ... فـــ / تنطـــفئ
انطـفأت كـــ / آمـــالي فــــي الحيـاة
فـــ / أنـا مـــا عــدتُ سـوى فتـــاةً هـامشيـــة
تعيـش علـى هــامش الحيـــاة
أو حتـى علـى هـــامـش سطــر أو صفحــة
فــــ / أنـــا مـــا عــدتُ أرى فـــي نفســـي مــا يستحــق الأهميـــة
فـــ / قـــد أخـــذتنـــي وحــدتــي بعيــدا عـــن البشـــر
سجنتنــــي بعيـــدا
لا أرى أحــــداً ســـوى هـــؤلاء الجنـــود وتلــكَ الأسلحـــة
تلــكَ التـــي تلتـــفُ حــول سجـــن وحــدتـــي
وتــأمــرنــي بـــ / البقـــاء وعــدم الخــروج
وإلا فـــ / مصـــيري " الـــدفـــن "
هـــا أنـــا أقبــعُ فـــي سجـــن وحـــدتــي
لا يبعـــدُ نظــــري أبعـــدَ مـــن أســـوار هـــذا السجـــن
حتـــى أننـــي لا أستطـــعُ رؤيـــةَ أســـوراهِ
فـــ / نظـــري يقتصــــر علـــى غــرفتـــي الكئيبـــة
وهـــا أنـــا أســـدِلُ ستـــائــر تلــكَ النــافــذة
فـــ / الأحــزان مــا خــلِــقت إلا لــــي
وأنـــا أرحـــبُ بهـــا ...
فـــ / لا مفــــرَّ لــــي منهـــــا !!!!