دخيلكم (ما بدي) أموت (خنق)

دخيلكم (ما بدي) أموت (خنق)

كان هناك صديقاً لي دائمُ التعليق والمداعبة (مَزَّيْح يَعنِي) ومن بعض (مَزْحِيَّاته الثقيلة) كان يقول لي شكلك راح تموت (دعس تحت مدحلة) ..


وفي إحدى الجلسات قام بعمل نقلة نوعية لطريقة موتي فقال لي:


شكلك يا ولد راح تموت (خنق)!!!


وكان ذلك عقب حادثة وقعت لي في سالف العصر والأوان يا سادة يا كرام وإليكم تفاصيلها:


كنت أعمل في شركة وكان مقرها في الطابق الرابع ومن عادتي أن أستقل الدرج (كعابي) فأنا لا أحب أن أستقل المصعد (الأسنسيل).. بصراحة كنت أخاف أن يهوي بي إلى قرار غير مكين ..


أو أن يتوقف بي فجأة على حين (غزة) غرَّة ..


ولأنني في هذا اليوم كنت على عجلة من أمري ورأيت المصعد مفتوح الفاه يناديني بشوق وحسرة (رِجْل تقدم ورِجْل تأخِر .. نَفَختُ صدري وأغمضت عيني ودخلت)..


بعد ان استقر بي المقام تحسست بيدي أبحث عن (كبسة) الصعود .. وجدتها .. ضغطت عليها .. بدأ المصعد بالاهتزاز ومن ثمَّ الإقلاع ارتفع بي قليلاً ثم توقف فجأة مع اهتزاز أكبر ..


نظرت حولي .. أتحسس المكان بخوف شديد .. كان المصعد من النوع القديم والضيق وكانت هناك لافتة مكتوب عليها (المصعد تحت الصيانة)!!


كيف؟!..(ما شفتها وما شافتني وما انتبهت وما وما.. وليش ؟!!!!..) انتهى .. وقع المحظور!! ..


والمثل يقول(إلي بخاف من العَوْ بِطْلَعلُه) وأنا طِلعلي العَو وقطع الكهرباء وتوقف المصعد..


بدأت باللهاث والعرق يتصبب مني واستمر الحال دقائق معدودة رأيت فيها ألواناً من الخنق وكتم الأنفاس والتشردق وخروج العينين من محاجرها وسيلان في الأنف والعينين وتصلب في الرجلين واليدين ولولا فرج الله لكنت الآن من الـ (مخنوقين) ..


ولهذا بعد أن سردت على صديقي ما حصل معي ضحك ضحكاً لم أعهده عليه من قبل وغير لهجته وقال لي : شكلك راح تموت (خنق)!!..


تذكرت هذه الحادثة اليوم بعد سماعي لنبأ مقتل أربعة مواطنين من غزة خنقاً (بنيران “الغاز السام” صديقة) وإصابة آخرين.. كان كلُّ ذنبهم أنهم يريدون أن يُحَصِّلوا لأطفالهم الأكل والدواء والغذاء!!!


ارتعشت أوصالي وأنا أتخيلهم يموتون بكيت قهراً وأنا أراهم يتشردقون في التراب وكلُّ الّذين كانوا هناك يَتَضَاحَكُون كما كان يَضْحَك صديقي!!!


صرخت بقوة في وجه صديقي :


ارجووووووووووك لا أريد أن أموت خنقاً!!!!!!
...
...
...
خليل...


... منقول مما قرأته وأعجبني ...