من أبدع ما رأيت في عالم الحسن والجمال ، قطرات الندى وهي تتساقط على الأزهار ،
تحثها على الإسراع لهفة الشوق إلى عناق أوراق الورد ،
ويردها عن ذلك خشيتها من رقة الورد ونعومته ،
وبين داعي الشوق ونداء الخشية
يتهادى قطر الندى ، ويقطر حياء !!
فما أجمله من منظر ، وما أحلاها من صورة !!
إن هذا المشهد أوحى إليّ بمشاعر سأتلوها عليكم ،
وأخبركم بشيء من أنبائها ،
وأسفر إليكم قلما أرهقه ثقل المعاني ليسفر لكم ذلك الإلهام المشرق إشراقة الشمس بُعيْد أنفاس الصباح !!
الشعور الأول
أحسستُ لما رأيت ذلك المشهد (عناق قطر الندى لأوراق الورد)
بسمو النفس الطيبة عندما تقابل الاعتذار بالصفح والغفران !
فالاعتذار الصادق يشبه قطر الندى ، والنفس الطيبة مثل جوانحها كأوراق الورد !
ألا ترى صفاء قطر الندى ونقاءه ؟!
ألا تعرف حلاوة قطر الندى وعذوبة طعمه ؟!
ألا تحس بنداوة قطر الندى وبرودة أنفاسه ونعومة ملمسه ؟!
إن الاعتذار الصادق مثل قطر الندى في أوصافه التي ذكرتها لك
فإذا صافح ذلك الاعتذار صفحة النفس الطيبة ، ولامسها بكل رفق ،
يندرس ما علق بها من آثار وطأة الكلم !!!
انتضرونا
بتصرف من علي