~((بسم الله الرحمن الرحيم))~
وجهها يشع نوراً؛ ترى في عينيها بريق الأمل الساطع الذي ينعكس على صفحة الأيام ليكسبها ذلك المنظر المليء بالروعة والجمال؛ البشر يسكن مُحياها؛ تسحرك تلك الابتسامة المرتسمة على شفتيها دائماً؛ تراها كالنحلة تنتقل من زهرة إلى زهرة تجمع أجود أنواع الرحيق لتنتج ذلك العسل المصفى الذي فيه شفاء للناس وابرأ لعللهم؛ كلماتها كالشهد تسري إلى القلوب؛ تجدها أمامك في كل مكان وزمان ليس لها مكان محدد ولا محطة معروفة تجوب كل بقاع الأرض لتنير القلوب بنور الإيمان.
إن الدعوة إلى الله هم يلازمها في جميع شؤنها.. يسير في دمها.. يؤرق ليلها.
إنها المتميزة في كل شيء؛ كلماتها موزونة بميزان الشريعة؛ ونصائحها درر مضيئة؛ إن لها شخصية فذة قلما تجد لها مثيل؛ فقد نهجت نهج أبي بكر بلينه وعذوبته.. خيرها واسع.. ومشاعرها فياضة.. متعددة المواهب وكثيرة الفنون؛ إنها رقيقة، حيية، سهلة، هينة وقدوتها بذلك عثمان رضي الله عنه؛ تراها مستعدة للفداء والتضحية، شجاعة، مقدامة ومثلها بذلك علي بن أبي طالب؛ هي بحر لا ساحل له قد جمع في جعبته الكثير من العلوم والمعارف كابن عباس رضي الله عنه وأرضاه؛ وقد تكون..شاعرة..أديبة.. كاتبة.. كحسان بن ثابت.. رهيفة الحس؛ عذبة المشاعر؛ وقد تخطو خطو أمير المؤمنين عمر لتكون غليظة.. شديدة ولكن إذا انتهكت أمامها حرمة من حرمات الله فهي تشكل شخصيتها بمقتضى الحال الذي تمر به.
تراها دائما هادئة.. مطمئنة ترفع شعار لا يأس مع الحياة؛ قدوتها بكل حركة وسكون سيد الأولين والآخرين محمد ابن عبد الله؛ مرجعها بكل أمورها كتاب ربها؛ منهجها وخطة سيرها سيرة نبيها؛ لباسها التقوى؛ حليتها حسن الخلق؛ هدفها في الحياة الفوز بحب رب العباد فسعادتها بعبادة ربها وأحلى دقائق عمرها وهي بين يديه في صلواتها؛ قد تمكن حب الله منها فهي لا تتكلم إلى لله وبالله وللدعوة إلى الله.
أُنسها مع سيرة نبيها وشوقها يزداد في الثلث الأخير من كل ليلة لها في كل ظلمة زفير وآهات ومع كل سحر تسبيح ودمعات.
تراها شامخة لا تعرف الهزيمة و لا الاستسلام إذا قفل في وجهها باب فتحت لنفسها ألف باب؛ وإن قفل بوجه دعوتها طريق مهدت لها مئة طريق؛ علمت أن الأمة الإسلامية لا تزدهر ولا يعلو شأنها بجهد فرد معين مهما بذل من جهده وطاقته فشمرت عن ساعد الجد والمثابرة وبدأت طريقها؛ علمت أن الدعوة إلى الله طريق الأنبياء والرسل فسلكته وهي هادئة النفس، قريرة العين.
علمت أن الدعوة إلى الله لا تحدها حدود ولا تحيطها سدود فسرحت في ميادينها؛ علمت أن للدعوة مجالات متعددة وطرق شتى أعلاها بذل المهجة وإراقة الدماء وما دونها مراتب ومراتب فقيمت نفسها و اختارت موضعها الصحيح.
هي تعلم جيداً أنها قد تكون داعية بأفعالها أكثر من أقوالها فلا حاجة بأن تهز المنابر لتكون داعية؛ ليس من المهم عندها أن تشتهر بين الناس؛ ليس من المهم عندها أن يشار إليها بالبنان ويتطلع إليها الكبير والصغير المهم عندها أن تقول الحق وتقوم المجتمع، تنشر الفضيلة وتقضي على الرذيلة في كل مكان تحب أن يعبد الله على الوجه الذي يرضيه من عباده هي وإن صح التعبير سحابة أينما حلت نفع الله بها.
إنها صبورة.. شكورة ليس لديها أي استعداد للتوقف عن دعوتها فالدعوة إلى الله هي نبضها وسعادتها وسر ابتسامتها؛ الداعية إلى الله ليس لديها هم سوى هم أمتها وهم دعوتها وهم الإسلام والمسلمين في كل مكان.... تراها تتفكر بما حولها تتدبر عظمة خالقها مع كل إشراقة شمس وكل طلة قمر؛ الكلمة الطيبة سحرها الحلال؛ دعوتها الصادقة مفتاح القلوب؛ ابتسامتها بلسم المجتمع؛ بالين تكسب قلوب الناس فهم يشتاقون لها.. يحبونها.. يأنسون بصحبتها...
إنها حقـا ً متميزة ...
((اللهم اجعلنا ممن هم همهم الدعوة اليك ويسعون ويسارعون اليها))