تعود عجلة مسابقة دوري أبطال أوروبا للموسم 2009/2010 للدوران من جديد، اليوم الثلاثاء مع انطلاق الجولة الأولى من دور المجموعات التي تختتم يوم الأربعاء.
وتدخل الفرق الـ32 البطولة وكل منها يمنّي النفس بالوصول يوم 22 أيار/مايو إلى ملعب "سانيتاغو برنابيو" في العاصمة الإسبانية مدريد، الذي سيشهد المباراة النهائية.
قسمت المباريات على قسمين الأول يقام الثلاثاء وهو مخصص للمجموعات الأولى حتى الرابعة والثاني يقام الأربعاء للمجموعات من الخامسة حتى الثامنة، بمعدل ثماني مباريات في اليوم.
مانشستر يسعى للتعويض
يبدأ نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي وصيف نسخة الموسم الماضي وحامل اللقب المحلي، مشوار تعويض إخفاقه في إحراز اللقب القاري عندما يحل ضيفاً على بشكتاش بطل تركيا، ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم أيضاً فولسفبورغ بطل الدوري الألماني وسيسكا موسكو الروسي.
ويأمل النادي الإنكليزي الذي يحتل حالياً المركز الثاني في البطولة المحلية خلف مواطنه تشلسي بفارق ثلاث نقاط، أن يكون أحد طرفي المباراة النهائية في مدريد، وهو يسعى لذلك رغم افتقاده لأبرز لاعب في صفوفه في المواسم الماضية البرتغالي كريستيانو رونالدو، المنتقل إلى ريال مدريد الإسباني.
ويعوّل مانشستر على واين روني متصدر ترتيب هدافي الدوري المحلي برصيد خمسة أهداف، في حسم النتيجة لصالحه، بالإضافة إلى المتجدد مايكل أوين الذي هز الشباك مرة واحدة فقط حتى الآن.
كما يعوّل الشياطين الحمر على تاريخهم الأوروبي المشرّف فهم لم يخسروا بعيداً عن ملعبهم منذ العام 2007، كما أن خسارتهم في نهائي البطولة الماضية أمام برشلونة الإسباني (0-2) في العاصمة الإيطالية روما، كانت الأولى لهم بعد 25 مباراة متتالية من دون أية خسارة (رقم قياسي).
في حين يطمح أبطال تركيا إلى الخروج بنتيجة إيجابية على أرضهم، رغم أن مستواهم الحالي لا يظهر أنهم قادرون على مجاراة ضيوفهم، نظراً للتراجع اللافت في نتائجهم الأخيرة وتعرضهم لعدة نكسات في البطولة المحلية ما وضعهم في المركز الحادي عشر على لائحة الترتيب بعد خمس مراحل من عمر البطولة.
أول ظهور لفولسفبورغ في دوري الأبطال
في ثاني مباريات هذه المجموعة يحل سيسكا موسكو ضيفاً على فولفسبورغ الذي يظهر للمرة الأولى في البطولة القارية، وسيسعى صاحب الأرض إلى تعويض إخفاقه محلياً حيث يقبع في المركز العاشر على لائحة الترتيب بعد تعرضه لثلاث هزائم، عن طريق البوابة القارية، ويبدو أن مستقبل مدربه آرمين فيه أصبح على المحك، لاسيما لعدم استطاعته إيجاد التوليفة السحرية التي أوجدها المدرب السابق للفريق الألماني فيليكس ماغاث المنتقل إلى مواطنه شالكه.
ويعتمد الفريق الألماني على الثنائي البرازيلي غرافيتي والبوسني ايدين دزيكو اللذين سجل معاً 54 هدفاً الموسم الماضي في الدوري المحلي (28 هدفاً للأول و26 هدفاً للثاني)، علماً أن الأول سجل هدفين والثاني هدفاً واحداً فقط حتى الآن.
فيما ستكون المباراة بالنسبة لسيسكا موسكو الذي يشرف عليه النجم البرازيلي السابق زيكو بداية الطريق نحو تحقيق ثاني ألقابه الأوروبية بعدما كان فاز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي في العام 2005.
وتبدو الحظوظ متقاربة مع أفضلية نسبية لصاحب الأرض، إذا عرف كيفية استعادة مستوى الموسم الماضي، الذي تفوق بفضله على معظم أندية بلاده.
يوفنتوس في مواجهة صعبة مع بوردو
يخوض فريق يوفنتوس وصيف الدوري الإيطالي غمار البطولة الأوروبية منتشياً بانتصاراته المحلية التي تصدر بسببها جدول الترتيب، وهو يستضيف ضمن أولى مباريات المجموعة الأولى، ضيفه بوردو بطل فرنسا ومتصدر بطولتها والذي يقدم بدوره أداءً لافتاً محلياً.
وسيغيب البرازيلي دييغو عن صفوف "السيدة العجوز" بسبب إصابته بتمزق عضلي في فخذه سيبعده أسبوعين كحد أدنى عن الملاعب، ما يعني أن الفريق سيفتقد إلى عنصر فعّال برهن في الأسابيع الماضية أن قرار التعاقد معه كان صائباً.
ولن تكون المباراة سهلة على أصحاب الأرض لاسيما أن الضيف يمتلك قدرة هجومية كبيرة عبر الثنائي يوان غوركوف ومروان الشماخ، كذلك فإن صفوف السيدة العجوز تضم أسماء كبيرة مثل فنتشينزو ياكوينتا والفرنسي دافيد تريزيغيه والبرازيلي اماوري.
وضمن المجموعة نفسها يخضع ماكابي حيفا لاختبار صعب باستضافته بايرن ميونخ الألماني متصدر البطولة المحلية بالاشتراك مع هامبورغ.
ويخوض الفريق الألماني الذي استعادة توازنه محلياً بعد بداية صنّفت الأسوأ في تاريخ النادي، اللقاء بدون هدافه ميروسلاف كلوزه، ويعود الفضل بتحسن المستوى إلى النجم الفرنسي فرانك ريبيري وزميله الجديد في الفريق البافاري الهولندي اريين روبن المنتقل من ريال مدريد.
ريال يحلم بالنهائي على أرضه
يأمل فريق ريال مدريد الإسباني بدوره أن يكون أحد طرفي المباراة النهائية، كيف لا والمباراة النهائية ستقام على أرضه، وهو يطمح إلى تكرار ما فعله للمرة الأخيرة في العام 2002، عندما أحرز اللقب بفوزه في المباراة النهائية على باير ليفركوزن الألماني (2-1)، في الأيام التي كان يضم الـ"غلاكتيكوس" في صفوفه أبرز لاعبيه المعاصرين راؤول غونزاليس والفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي روبرتو كارلوس والبرتغالي لويس فيغو الذين كانوا تحت قيادة المدرب الفذ فنسنت دل بوكسي.
ويسعى الفريق الملكي للفوز باللقب الذي يغيب عن خزائنه منذ العام 2002، للمرة العاشرة علماً أنه يحمل الرقم القياسي في عدد المرات التي فاز به (تسع مرات).
وكان فريق العاصمة الإسبانية قد حصّن صفوفه بضم ثلة من اللاعبين المتميزين في مقدمتهم البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة، وسيخوضون لقاءهم الأوروبي الأول في صفوف فريقهم الجديد عندما يحلون ضيوفاً على زيوريخ السويسري في المجموعة الثالثة.
وتبدو الفرص متاحة لريال مدريد ليقوم بالخطوة الأولى الصحيحة، إذ أن الفوز لا يبدو بعيداً عن متناوله نظراً للفرق في المستوى مع مضيفه، وقد تكون النتيجة مشابهة للتي حصلت في العام 1964، عندما سحق ريال الفريق السويسري (8-1)، في مجموع المباراتين.
مواجهة ثأرية لآي سي ميلان
تحمل المباراة الثانية في المجموعة الثالثة أهمية كبيرة كونها تجمع فريقين سبق لهما الفوز بالبطولة الأوروبية، وهما مرسيليا الفرنسي وآي سي ميلان الإيطالي.
ولا تقف أهمية المباراة عند هذا الحد، فمرسيليا حصل على اللقب لمرة واحدة فقط، كانت على حساب منافسه نفسه آي سي ميلان، وذلك في 26 أيار/مايو 1993 عندما هز بازيل بولي شباك الحارس سيباستيانو روسي في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول من المباراة التي أقيمت على الملعب الأولمبي في ميونيخ.
ويحلم الفريق الضيف الذي حقق أخر لقب له في العام 2007 أن يستعيد الكأس وأن لا يكون مشواره القاري مثل مشواره المحلي، إذ أنه لم يفز في مبارياته الثلاث التي خاضها حتى الآن إلا في مرة واحدة كما تعادل مرة وخسر في مباراة أيضاً، كانت أمام جاره وخصمه اللدود إنتر ميلان (0-4) ما صنفه عاشراً على لائحة الترتيب.
ويعاني آي سي ميلان من خللين واضحين هما العقم في التسجيل (هدفين في ثلاث مباريات)، والضعف في الدفاع (خمسة أهداف دخلت مرماه)، ما يحتم على مدربه الجديد البرازيلي ليوناردو إيجاد الحلول المناسبة لتلافي الخروج في البطولة القارية خالي الوفاض.
في حين يمني مدرب مرسيليا ديديه ديشان نفسه بتكرار إنجازه حين كان مدرباً لموناكو الذي أوصله إلى النهائي في العام 2004، غير أنه يطمح إلى عكس النتيجة والفوز، لا أن يخسر كما حصل في المرة الماضية أمام بورتو البرتغالي (0-3).
انشيلوتي يريد الفوز باللقب مع فريقه الجديد
ويضع فريق تشلسي بقيادة مدربه الإيطالي كارلو انشيلوتي، نصب عينيه الوصول إلى النهائي والفوز باللقب الذي ضاع منهم في الموسم الماضي، بعد تعرضهم لظلم تحكيمي كبير في نصف النهائي أمام برشلونة الذي غنم باللقب بعدها.
ويريد انشيلوتي بدوره أن يصبح ثاني مدرب يحرز اللقب مع فريقين مختلفين، بعدما حصل عليه مع آي سي ميلان في العامين 2003 و2007. علماً أن الوحيد الذي حقق هذا الانجاز هو الألماني اوتمار هيتسفيلد (مع بوروسيا دورتموند في العام 1997 ومع بايرن ميونيخ في العام 2001).
ويحل بورتو البرتغالي ضيفاً على تشلسي الذي يغيب عن صفوفه هدافه الايفواري ديدييه دروغبا الموقوف أوروبياً، بسبب تعرضه لحكم المباراة مع برشلونة.
ويمتلك تشلسي الأفضلية كون صفوفه تزخر باللاعبين المتميزين في كافة الخطوط، عدا عن كونه يحتل صدارة الدوري المحلي بخمسة انتصارات كاملة، فيما يحتل بورتو المركز الثالث في لائحة ترتيب الدوري المحلي علماً أنه كان بطلاً للموسم الماضي.
وضمن منافسات المجموعة الرابعة التي يلعب لصالحها تشلسي وبورتو، يحل ابويل نيقوسيا القبرصي ضيفاً على اتلتيكو مدريد الإسباني، في أول مشاركة للفريق القبرصي في البطولة.
ويريد اتلتيكو تعويض تراجعه المحلي لوجوده في المركز الثامن عشر على لائحة ترتيب الدوري الإسباني، عن طريق الفوز على ضيفه الوافد الجديد إلى أكبر البطولات الأوروبية.