قسامية عنيدة عضو فضي
عدد الرسائل : 2968 العمر : 30 البلدة : الغربة القاتله رقم العضوية : 107 نقاط : 1988 تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: هكذا مات أبي... الجمعة 24 يوليو 2009, 21:10 | |
| > > > قال لي صاحبي: > > ((هل مات والدك.....؟ > > هل جربت هذا الإحساس من قبل...؟ > > إذا لم تكن جربته فتعال معي أصفه لك.... > > بين عشية وضحاها يختفي من حياتك من كان سبباً في حياتك, يختفي ويترك خلفه > مئات الذكريات التي تملأ عقلك وقلبك، يختفي فجأة دون سابق إنذار، وهذا > دأب الموت دائماً يأتي على حين غفلة ولا يفرق بين كبير أو صغير. > > تصحوا على الخبر المزعج أن أباك قد مات وأنت لا تصدق؛ لقد كان معي منذ > أيام وكنا نتكلم في الزواج والبيت والأسرة وكان يملأ البيت ضحكاً > بتعليقاته الساخرة. > > الذي لا تعرفه أيها الحبيب - أو ربما تعرفه ولكن تتجاهله- هو أن البشر كل > البشر لا يدركون قيمة ما يملكون إلا حين يفقدونه، وأنت لن تدرك قيمة أبيك > لا حين تفقده -لا قدّر الله- عندها تسترجع ذكرياتك معه وتسأل نفسك سؤالاً > واحداً ولكنه يحمل دوي آلاف المدافع في عقلك وكيانك كله....... > > هل مات وهو عني راض...؟ > > هل لا زال يذكر أخطائي وإساءاتي معه أم أنه عفا عني بقلبه الرحيم، قلب > الأب الذي لا يحمل ضغينة لأبنائه مهما فعلوا معه؟ > > إن كان عفا عني فكيف لي أن أعرف وهل كان من الممكن أن أبلغ منزلة أعلى من > هذه المنزلة معه > > وإن كان يذكر أخطائي وفي قلبه شيء من ناحيتي فكيف لي أن أعرف أيضا؟ وهل > من الممكن أن أكفر عن هذا الذنب؟)). > > انتهى كلام صاحبي > > عند هذه النقطة ولم يستطع أن يكمل كلامه بعد أن أجهش بالبكاء وأنا أنظر > إليه في شفقة وأعذره لأن وقع المصيبة كان شديداً عليه, وتذكرت لحظتها > "إياس بن معاوية" لما ماتت أمه بكى، فقيل له ما يبكيك, قال: (كان لي > بابان مفتوحان من الجنة فأغلق واحد وإني لأرجو ألا يغلق الآخر حتى أدخل > أنا و أبي سوية إلى الجنة) > > وتذكرت ساعتها قصص سلفنا الصالح في برهم بآبائهم فقد روى "المأمون" أنه > لم يرى أحد أبر من "الفضل بن يحي" بأبيه، ((فقد كان أبوه لا يتوضأ إلا > بماء ساخن، فلما دخلا السجن منعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة > فلما نام أبوه قام الفضل وأخذ إناء الماء وأدناه من المصباح فلم يزل > قائماً به حتى طلع الفجر، فقام أبوه فصب عليه الماء الدافئ، فلما كانت > الليلة الأخرى أخفى السجان المصباح فقام الفضل فأخذ الإناء فأدخله تحت > ثيابه ووضعه على بطنه حتى يدفأ بحرارة بطنه متحملاً بذلك برودة الماء > والجو...)). > > وإليك أخي الحبيب هذه > > القصة التي أبكت "عمر بن الخطاب" > > وأبكت كل من كان حوله.....! > > ((جاء في بعض الكتب أن أمية الكناني كان رجلاً من سادات قومه وكان له > ابناً يسمى كلاباً, هاجر إلى المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه, فأقام > بها مدة ثم لقي ذات يوم بعض الصحابة فسألهم أي الأعمال أفضل في الإسلام, > فقالوا: "الجهاد"، فذهب كلاب إلى عمر يريد الغزو, فأرسله عمر رضي الله > عنه إلى جيش مع بلاد الفرس فلما علم أبوه بذلك تعلق به وقال له: "لا تدع > أباك وأمك الشيخين الضعيفين, ربياك صغيراً، حتى إذا احتاجا إليك > تركتهما؟" فقال: "أترككما لما هو خير لي" ثم خرج غازياً بعد أن أرضى > أباه، فأبطأ في الغزو وتأخر. > > وكان أبوه وأمه يجلسان يوماً ما في ظل نخل لهم وإذا حمامة تدعوا فرخها > الصغير وتلهو معه وتروح وتجئ، فرآها الشيخ فبكى فرأته العجوز يبكي فبكت > ثم أصاب الشيخ ضعف في بصره، فلما تأخر ولده كثيراً ذهب إلى عمر رضي الله > عنه ودخل عليه المسجد وقال: "والله يا ابن الخطاب لئن لم ترد علي ولدي > لأدعون عليك في عرفات"، فكتب عمر رضي الله عنه برد ولده إليه، فلما قدم > ودخل عليه قال له عمر: "ما بلغ برك بأبيك؟" قال: "كنت أُفضله وأكفيه > أمره, وكنت إن أردت أن أحلب له لبناً أجيء إلى أغزر ناقة في أبله فأريحها > وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها -أي ضروعها- حتى تبرد ثم أحلب له > فأسقيه" فبعث عمر إلى أبيه فجاء الرجل فدخل على عمر رضي الله عنه وهو > يتهاوى وقد ضعف بصره وانحنى ظهره وقال له "عمر" رضي الله عنه: "كيف أنت > يا أبا كلاب؟" قال: "كما ترى يا أمير المؤمنين" فقال: "ما أحب الأشياء > إليك اليوم" قال: "ما أحب اليوم شيئاً، ما أفرح بخير ولا يسوءني شر" فقال > عمر: "فلا شيء آخر" قال: "بلى, أحب أن كلاباً ولدي عندي فأشمه شمة وأضمه > ضمة قبل أن أموت" فبكى رضي الله عنه وقال: "ستبلغ ما تحب إن شاء الله". > > ثم أمر كلاباً أن يخرج ويحلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه > فقام ففعل ذلك ثم جاء وناول الإناء إلى عمر فأخذه رضي الله عنه وقال أشرب > يا أبا كلاب فلما تناول الإناء ليشرب وقربه من فمه قال: "والله يا أمير > المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب" فبكى عمر رضي الله عنه وقال: "هذا > كلاب عندك وقد جئناك به" فوثب إلى ابنه وهو يضمه ويعانقه وهو يبكي فجعل > عمر رضي الله عنه والحاضرون يبكون ثم قال عمر: "يا بني الزم أبويك فجاهد > فيهما ما بقيا ثم اعتنى بشأن نفسك بعدهما" ))... > > هيا أخي الحبيب بادر ببر أبويك وكن كهؤلاء الأفذاذ قبل أن تصحو يوما على > مفاجأة مفزعة والناس حولك يقولون لك > > عظم الله أجرك > > فقد مات والدك > > > > ادعوا لوالديكم وأن يجمعكم بهم في جنة الفردوس الاعلى > > ويكونوا راضيين عنا > > امين امين امين | |
|
الفجر الباسم نائب المدير
عدد الرسائل : 4852 العمر : 35 البلدة : غزة رقم العضوية : 127 نقاط : 5973 تاريخ التسجيل : 22/08/2008
| موضوع: رد: هكذا مات أبي... الجمعة 24 يوليو 2009, 23:40 | |
| الله يبارك فيك اختي الحبيبة قسامية والله يحفظ لنا ابائانا ويبارك لنا فيهم ويجمعنا بهم في الفردوس الاعلى مع خالص احترامي اختك
| |
|
قسامية عنيدة عضو فضي
عدد الرسائل : 2968 العمر : 30 البلدة : الغربة القاتله رقم العضوية : 107 نقاط : 1988 تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: رد: هكذا مات أبي... الجمعة 31 يوليو 2009, 20:39 | |
| اللهم آميييين .... شكرا لمروركِ الرائع أختي الحبيبـة كل الحب والاحترام | |
|
أبوالعز مشرف المنتديات العامة
عدد الرسائل : 2671 العمر : 34 البلدة : فلسطيـــن المهنة : محاسب رقم العضوية : 104 نقاط : 1698 تاريخ التسجيل : 02/06/2008
| |
قسامية عنيدة عضو فضي
عدد الرسائل : 2968 العمر : 30 البلدة : الغربة القاتله رقم العضوية : 107 نقاط : 1988 تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: رد: هكذا مات أبي... الأحد 09 أغسطس 2009, 03:23 | |
| اللهم آمييييييييييين ... شكرا لمرورك الجميل أخوي أبوالعز .. بارك الله فيك .. كل الحب و الاحترام | |
|