حاولت إن احبس دمعه حاره من إن تنزلق على خدي
لكنها انسابت بسهوله بالغه لتجرف معها سيل من الدموع المختبئه
فأخذت اجهش بالبكاء دون إن اشعر ..بكيت ,, نعم بكيت بشده لانني
لم استطع إن اتمالك نفسي او اخفي احساسا مؤلم في داخلي ..
فارتميت في احضان والدتي واخذنا نبكي سوية ,,
فهذه هي المرة الاولى التي نفتح فيها دار اختي بعد إن
رحلت عنها قبل عام ,, لااستطيع إن اصف مشاعري في تلك
اللحظه وانا افتح باب حجرتها لاراها خالية منها ,, وقد ترسب
فيها غبار عام كامل ,, عام من الحزن والالم مر علينا لفراقها ..
هنا كانت تجلس اختي ,, وفي هذه الزاويه كانت تلعب مع ابنتها
وهنا كانت تحب تناول فطورها ,, وهنا كنا نتسامر معها
عندما ناتي لزيارتها ,, وهذه ملابسها ,, وهذا عطرها .. كل شيء
حولي يشعرني بوجودها ,, كل شيء موجود في مكانه ,,
كل شيء موضوع بعنايه فائقه حسبما كانت تحبه ..
كل شيء كان محله ,, و رحلت هي وحدها ..
حاولت إن ازيح بعض الغبارالمترسب على مكتبتها التي كانت تعج بالكتب والدفاتر
وامتدت يدي الى جزءا من دفاترها الموضوعه فاخذتها معي وضممتهم إلى
صدري,,واخذت معي فستان لها رغبة مني في الاحتفاظ بهم ,, قبل إن يتم تنظيف المكان..
لم اعد احتمل إن ابقى مدة اطول في دارها ,, شعرت بغصه عالقه في
حلقي وبرغبه شديده بالمغادره ,,
وغادرت دارها وانا احمل في قلبي الكثير من الاسى والحزن,, وخصوصا عندما
احتضن ابنتها الصغيره مريم ..
لم تكن رغبة زوجها الان وبعد مرور عام كامل على وفاتها بالارتباط بي
بالامر المفاجيء لدي ,, وبالرغم من حالة الحزن التي اعيشها لم اتردد
لحظه في قبول ذلك العرض لأجل مريم ..
وحقيقة لم تكن لدي الاسباب التى تقنعني لكي اقدم على رفضه وان كانت فرص
الزواج امامي كبيره جدا ,, لم افكر قط في كل ذلك ,,لم افكر في مسئلة العواطف
والمشاعر ,, لم افكر كيف انني ساكون مجرد بديله او حاضنه,, او انني لاحل محل
اختي التي رحلت,, فكل ماكان يشغل بالي هو مريم
فقبلت مبدئيا بالارتباط به لانني عرفته من خلال اختي بانه كريم الاخلاق ..
ولم يكن فارق السن بيننا بالامر المهم بالنسبة لي ..وكانت مريم والخوف عليها
هو شغلي الشاغل ..