أسّس تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع مجموعة من الناشطين في الحركة الإسلامية في قطاع غزة عام 1987 . مرارة المنفى ما بين الاعتقال والإبعاد: اعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال
و كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987 ، ففي 15/1/1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه و بين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة ، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة .
- و بعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4 شباط (فبراير) 1988 حيث ظل محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام، على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال. وأطلق سراحه في 4 أيلول (سبتمبر) عام 1990.
وفي 14 كانون أول (ديسمبر) 1990 اعتقل مرة أخرى إدارياً، وظل في الاعتقال الإداري لمدة عام
وفي 17-12-1992 أُبْعد مع 400 من ناشطي وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان؛ حيث برز كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور؛ لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم، وتعبيرا عن رفضهم لقرار الإبعاد.
واعتقلته سلطات الاحتلال فور عودته من مرج الزهور، وأصدرت محكمة إسرائيلية عسكرية عليه حكمًا بالسجن؛ حيث ظل محتجزًا حتى أواسط عام 1997.
ويشير الرنتيسي إلى فوائد السجن فيقول ' أعظم فائدة هي إتمام حفظ كتاب الله في السجن ، كما أنه يصقل الإنسان ، و يعوده الصبر و الجلد ، و يهذب النفس ، فالسجن مصنع الرجال ' ... فضلا عن ذلك فلقد برزت مواهبه الشعريّة في السجن فخرج منه شاعرا متمكنا، بعدما تعلم عروض الشعر وأصوله على يد أحد أساتذة اللغة العربية الذي تصادف وجوده معه في المعتقل، فيقول: "في العزل في معتقل بئر السبع كان لقائي الأول مع الحفيدة الأولى (أسماء)، لقد غمرتني سعادة لم أذق مثل حلاوتها من قبل، وكان قدر الله أن أزوج ثلاثا من كريماتي الأربع والقيد يكبل معصمي، وهاهي الحفيدة الأولى تزورني، وأعود من الزيارة إلى زنزانتي خلف الأبواب الموصدة أحمل أشواقا تكاد تكون قد تحورت إلى أشواك، أتوق لرؤيتها ثانية، واهتبلت الفرصة، وامتشقت القلم، وصورت مشاعري في أبيات من الشعر، كان ذلك عام 1996".
والقصيدة تقول:
رأيتُ النورَ يضحك في ضُحاها *** ويسطع في دجـى الدنيا سناها
وطيبٌ من أريج المسك تزكو *** به النسمات بـعضٌ من شذاها
وتبسُطُ زهرة الحنون خــدًّا *** عسـى تُـقْرِيه تقْبيلا شِفاهـا ونجده يخاطب ذاته في قصيدة أخرى أبدعها في معتقل النقب عندما كان الأرق يغطي وجوه وعيون الشباب الذين كان يلفحهم سَموم الصيف، ويعضهم زمهرير الشتاء، ولأول مرة يجدون أنفسهم بعيدين عن الأحبة، هممهم عالية، ولكن النفس أحيانا يداعبها الحنين والشوق؛ فتحدث صاحبها، وتعاتبه أن ترك النعيم من أجل الوطن، ولكنه يثور فيقرعها ثم يعالجها فتعود راضية مطمئنة، من هنا بدأت قصيدة "حديث النفس"، وفيها تتحدث النفس لصاحبها ويرد عليها حتى يغلبها فيقول:
يا هذه يهديك ربك فارجعــي
القدس تصرخ تستغيثك فاسمعي
والجنب مني بات يجفو مضجعي
فالموت خير من حياة الخنــع
ولذا فشــدي همتي وتشجعـي ولقد أصدر ديوانا شعريا كاملا ... وبذا يبرز لنا الرنتيسي في ساحة الأدب والأدباء...