انتبهوا بلاش تتورطو

أقسى من الموت

هي حكاية أغرب من الخيال حكاية فتاة اسمها كي سي نيكول وقد أثارت هذه الفتاة من المشاعر والأحاسيس ما لا يمكن تخيله من ردود أفعال . هذه الفتاة الجميلة الرقيقة أصيبت بالسرطان وأنشأت موقعا لها على الإنترنت بعنوان اللون المتكرر وأصبح للموقع آلاف من الأصدقاء الذين أحبوا كي سي نيكول وتحملوا معها آلامها وشاطروها أحزانها ويبدو أنها أحست بعد ذلك بأن العالم كم هو جميل ورقيق وصادق وربما خفف هذا بعض الشئ من آلام مرضها العنيفة والقاسية ، وبالرغم من أن أحدا لم يقابل كي سي وجها لوجه إلا أنهم أحبوها وشعروا أنها واحدة من عائلاتهم أو فردا من أصدقائهم ، كم كانت الأفكار جميلة وكم كان التواصل رائعا ، كان أصدقاؤها من مختلف الأعمار صغارا وكبارا ، رجالا ونساء من شتى بقاع الأرض ، استطاعت هذه الفتاة الجميلة أن توحد بين الثقافات والأجناس ولذلك كانت صدمة مروعة لكل هؤلاء الآلاف من الأصدقاء الذين أصيبوا بحزن شديد عندما لم يستطع جسدها النحيل أن يكسب معركته مع هذا المرض اللعين ولكن الحزن صار أكبر والصدمة صارت أشد بعد وفاتها بأيام فهانت صدمة موتها بجانب الصدمة الجديدة وهان الحزن على موتها بجانب الحزن الجديد ولم يكن أبدا أحد من أصدقائها يعتقد ولو باحتمال ضئيل أن كي سي نيكول هذه الفتاة التي عاشوا في صداقتها طوال عامين لم يكن لها وجود على الإطلاق فقد كان هذا من صنع فتاة تسمى دي بي سوينسون اختلقت كل هذه الأحداث ووضعت صورة لفتاة صغيرة بدون علمها في الموقع . والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل بهذه السهولة يستطيع الإنترنت أن يخدع الناس طوال هذا الوقت ؟ على كل حال فلنحذر جميعا من الإنترنت ذي الوجهين