مولد ونشأة رواد
ولد الشهيد القسامي المجاهد رواد فتحي رباح فرحات "17 عاماً " في شهر ابريل من العام 1988م في مدينة غزة بحي الشجاعية ، وتربى في أحضان عائلة مجاهدة أرضعت أبناءها لبن الجهاد والاستشهاد منذ الصغر ، و ترعرع في أسرته التي آوت بمنزلها عشرات القادة والمجاهدين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، فعاش حياة المجاهدين منذ الصغر . وتتكون عائلته المجاهدة من ستة أبناء " الشهيد القسامي القائد نضال ، و المجاهد حسام ، والأسير القسامي وسام ، والشهيد القسامي المقتحم محمد , والقائد القسامي المطلوب لقوات الاحتلال مؤمن ، بالإضافة إلى شهيدنا الفارس رواد " ؛ وأربعة بنات " إيمان ، انعام ، الهام ، ايناس " ، وتميز شهيدنا بالشخصية الهادئة المحبة للجهاد في سبيل الله.
عائلة الشهداء و الأسرى
ورفرفت راية الجهاد والمقاومة فوق منزل هذه عائلة فرحات ، منذ الانتفاضة الأولى عام 1987م ، حين استشهد على أرض منزلها الشهيد القسامي القائد عماد عقل عام 1993م ، الذي أمضى وقته في المطاردة بين أحضانها . أما في انتفاضة الأقصى المباركة التي اشتعلت عام 2000م استبقت أم نضال فرحات ، أم الشهيد رواد نساء وأمهات فلسطين في توديع أبنائهن للشهادة في سبيل الله ، وتجسدت هذه البداية من خلال شريط الفيديو الذي ودَعت فيه ابنها المجاهد محمد قبل تنفيذه للعملية الاستشهادية في ما كان يعرف بمغتصبة عتصمونا . وقدمت ابنها البكر نضال شهيداً ، وابنها وسام أسيراً في السجون الصهيونية . وكان لزاماً على الأسرة أن تدفع فاتورة الجهاد و المقاومة ، فتعرضت للتشرد أكثر من مرة حين قامت طائرات الأباتشي بقصفه خلال الاجتياحات الصهيونية المتكررة لمنطقة الشجاعية .
دراسته
درس المرحلة الإبتدائية في مدرسة في مدرسة الشهيد معين بسيسو بغزة ، والإعدادية بمدرسة تونس بمدينة غزة أيضاً ، وتقف مشواره الدراسي لغاية الصف الثاني الإعدادي ، حيث ترك الدراسة ليتفرغ للعمل الجهادي ، بعد أن تأثر بحياة المجاهدين.
من أبناء الحركة الإسلامية
انضم شهيدنا رواد إلى صفوف الحركة الإسلامية في العام 2003م ، في العام الثالث لانتفاضة الأقصى المباركة ، فكان إلتزامه في مسجد الصديقين بحي الزيتون شرق مدينة غزة ، وبدأ يداوم على الجلسات الحركية ، و يستعد لمبايعة الإخوان المسلمين ، ولكن قدر الله أن يرتقي شهيداً قبل أن تتم بيعته .
الانخراط في صفوف القسام
ولو أردنا أن نحدد العام الذي انخرط فيه الشهيد القسامي رواد في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ، سنجد انه سبق شباب جيله ، وسنجده من أصغر المجاهدين الذين التحقوا بالعمل الجهادي في القسام ، لأنه منذ نعومة أظافره عاش معهم و سهر الليالي يساعدهم في نقل العتاد و السلاح ، وينظفه فكان المجاهد صغير السن كبير الأفعال . فهو الذي تكحلت عيونه بالسهر مع قادة ومؤسسي كتائب القسام ، وعلى رأسهم القائد عماد عقل أسطورة الجهاد والمقاومة ، الذي استشهد في منزلهم بعد أن حاصرت القوات الصهيونية الخاصة و جنود الاحتلال المنطقة .
من محطاته الجهادية
• تزينت حياة شهدنا رواد بالكثير من المواقف و المحطات الجهادية التي احتسبها عند الله سبحانه و تعالى ، حيث كان لا يتوقف عن إنفاق ماله في سبيل الله ، حتى غاب من تفكيره أن يدخر بعض المال ليبني مستقبله ، و يجهز لزواجه ليعيش حياته كأبناء جيله .
• لم يقف صغر سنه عقبة أمامه في قيادة مجموعة قسامية ، بل فاق على من هم أكبر منه سناً في القادة القساميين ، حين كان يتسابق مع مجموعته ليكون في الصفوف الأولى لصد الاجتياحات الصهيونية عن منطقة الشجاعية و حي الزيتون شرق مدينة غزة .
• أتقن استخدام جميع أنواع الأسلحة التي بحوزة الجناح العسكري لحركة حماس ، سواء كانت الأسلحة الرشاشة ، أو القذائف المضادة للدروع ، أو العبوات الناسفة .
• تتلمذ على يد العديد من قادة التصنيع في كتائب القسام من بينهم الشهيد القائد عدنان الغول ، و الشهيد القائد عماد عباس زوج أخته ، فأجاد صناعة المادة الدافعة لصواريخ القسام ، و المادة المستخدمة في العبوات الناسفة ، و القنابل اليدوية .
* وشارك الشهيد رواد في اقتحام أحد المواقع العسكرية الصهيونية مع إخوانه المجاهدين شرق مدينة غزة . عائلة المجاهدين
ورغم التضحيات الجسام التي قدمتها عائلة فرحات ، إلا أنها ما زالت شامخة ، و مستعدةً لتقديم جميع أبنائها الواحد تلو الآخر شهداء في سبيل الله ، وهذا ما أكدته الخنساء " أم نضال" حين قالت :" مهما قدمنا من الشهداء وودعنا أبناءنا لم نحزن ولن نبكي عليهم ، لأنهم ذاهبون إلى حياة أعظم من حياتنا ، ولن نركن إلى هذه الدنيا الفانية مهما عظمت التضحيات ".
وقدمت عائلة فرحات ثلاثة من أبنائها شهداء قضوا في عمليات جهادية نوعية ، وآخر أسير في السجون الصهيونية والشهداء هم :-
- الشهيد القسامي القائد نضال فرحات ، الابن البكر لعائلته والذي استشهد بتاريخ 6-4-2003م في عملية اغتيال صهيونية جبانة مع مجموعة من قادة القسام ، حين كانوا يتفقدون طائرة تتحرك عن بعد ، تم شراءها من داخل فلسطين المحتلة ، زرعها الكيان الصهيوني بالمتفجرات .
- الشهيد القسامي المقتحم محمد فرحات ، منفذ العملية الاستشهادية النوعية يوم 8/3/2002م في ما كان يعرف بمغتصبة عتصمونا ، بمدينة رفح و التي قتل فيها سبعة صهاينة.
- واليوم تقدم العائلة نجلها الثالث رواد شهيداً على درب إخوانه الشهداء نضال ، و محمد ولن تتردد العائلة عن تقديم باقي أبنائها شهداء في سبيل الله .
- وتقدم ابنها وسام شقيق الشهيد رواد معتقلاً في السجون الصهيونية ، منذ العام 1994م على خلفية قيامه بعملية استشهادية ، فشلت بسبب عدم انفجار الحزام الناسف الذي كان يرتديه داخل فلسطيني المحتلة ، و حكم عليه أحد عشر عاماً ، وبحسب مدة محكومتيه من المرجح أن يطلق سراحه في شهر سبتمبر- عام 2005م .
عملية الاغتيال.. والشهادة
بعد عدة أشهر من الهدوء الحذر الذي ساد مدينة غزة بعد الاندحار الصهيوني عنها بفعل ضربات المقاومة، عادت حكومة الاحتلال لسياسة استهداف المقاومين من جديد بطائرات الأباتشي ، حيث كان شهيدنا راود من ضمن الشهداء الذين رووا بدمائهم ثرى فلسطين جراء القصف الصهيوني الغاشم ، وارتقى شهيداً يوم السبت الموافق 24-9-2005م ، مع أخيه الشهيد محمد أبو حسين ، شرق مدينة غزة ، ووصل الشهداء إلى مستشفى الشفاء . ووصل خبره استشهاده لوالدته التي استقبلته بكل ثبات وإيمان ، لأنها الأم التي دعت الله أن يرزق جميع أبنائها الشهادة ، فصبرت و احتسبت ابنها رواد شهيداً كما احتسبت من قبله الشهيدين نضال و محمد . وهكذا وقفت خنساء فلسطين لتستقبل المهنئين باستشهاد ابنها ، بعدما عزمت الأمر بالتوجه إلى محافظة شمال غزة ، حيث مخيم الشهداء ، مخيم جباليا الذي شيع كوكبة جديدة من شهداءه في قصف صهيوني بطائرات الاستطلاع ، لمهرجان فجر الانتصار الذي كانت تنظمه حركة حماس في جباليا الجمعة 23-9-2005م .
ودع مناطق الرباط
ويذكر أن الشهيد قبل استشهاده بأسبوع ، ذهب إلى جميع المناطق التي كان يرابط فيها ، في الزيتون و الشجاعية ومناطق متفرقة من غزة ، وأخذ يقبل الجدران وعتبات المنازل التي كان يرابط عليها ، و الشجر الذي كان يجلس تحته ." رحم الله الشهيد رواد وألحقه بالفردوس الأعلى ".