لاشك أن رمضان فرصة حقيقية للتخلص ليس من الأمراض المعدية وفقط، وإنما من كل الأمراض التي تهجم علي الجسم البشري نتيجة العادات السيئة في تناول الأطعمة، فتنهش فيه كما ينهش الحيوان الجائع في فريسته الضعيفة، وصدق في ذلك رسول الله صلي الله علية وسلم عندما قال "صوموا تصحوا".
الصوم سبب حقيقي لشفاء كل الأمراض التي تلم بالإنسان وفي مقدمة هذه الأمراض ما يتعلق بالمعدة مثل، الالتهابات المعدية التي تصيب "المعدة" ويسبب ضغطا عليها ويكثر بين كثير من الشباب، والصيام يعد سببا لشفاء الالتهابات التي تصيب المعدة أو الأمعاء علي حد سواء وكذلك القولون، فقد أشار الأطباء أن أفضل العلاج لهذه الأمراض هو "الصيام".
فالغشاء المخاطي للمعدة كلما كان بعيدا عن الطعام، كلما كان ذلك أنفع له ويكون سببا لشفائه من أمراض ألمت به.
وتأتي أهمية الشهر في أنه يعد تخفيفا للضغط التي تتعرض له المعدة طوال شهور العام، خاصة وأن الطعام الذي تتعرض له طوال العام يغلب عليه الدسامة وتعقيد أصول طهيه، علاوة علي فشل أجهزة الهضم في الجسم وتعثر عملها مما يستلزم صوما كاملا عن الطعام.
ومن أهم السلوكيات الغذائية التي يمتاز بها الشرق العربي، كثرة الأطعمة المخلوطة والدسمة مع كثرة التوابل، كل هذا مع حلوي متعددة الأشكال والألوان، وهذا يسبب عسر هضم وحموضة، وربما يؤدي في المستقبل لقرحة في المعدة، علاوة علي كثرة الغازات.
وبالتالي لا يمكن لطريقة أن تؤثر علي هذا النشاط الغذائي السيئ سوي الصيام، فيبدو الشهر الكريم شهر "رحمة" علي هذه المعدة المثقلة بهموم وحمولة الأغذية الشرقية.
الأطعمة التي يتناولها المرء طوال العام تتحول لضغط شديد علي القلب، علاوة علي تراكم الكثير منه حتى تتكون الدهون، التي تسبب سمنة، ويكون لذلك أثر واضح علي جدران الشرايين، وربما يؤدي إلي جلطات في المستقبل.
كما تتسبب هذا التخمة وعادات الطعام الشرقية إلي زيادة جرعات الملح، والتي تؤدي إلي رفع ضغط الدم، وتسبب أشكال صحية لا طائل من ورائها.
برنامج صحي
شهر رمضان فرصة للتخلص من كل الأمراض، وهذا لا يكون إلا من خلال عدد من الوسائل التي يتبعها الصائم، حتى يستفيد استفادة حقيقية من الصيام، وفي ذلك ينصح الأطباء أن يبدأ الصائم إفطاره بالتمر وبعض العصائر، ويفضل أن تكون لبنا و يا حبذا لو كان مخلوطا باللبن مع قليل من الماء، وحساء بعض من الشربة الدافئة لتنشيط الخلايا وتقوم بتعويضها عن الماء، والرسول صلي الله علية وسلم ينصح أن يكون الإفطار علي التمر، وفي حالة ألا يكون هناك تمرا فليفطر علي الماء.
ولا شك أن النبي "صلي الله علية وسلم" أختار هذه الأطعمة لفوائدها واحتياج الجسم لها، حتى أن العلم الحديث أثبت أن الجسم عند الصيام يكون في حاجة لتناول أطعمة سكرية شديدة الهضم، البلح، يعتبر أحد هذه الأطعمة، وقد وصي عليها الرسول الكريم "صلي الله علية وسلم"، حتى أن الرسول يوصي بصلاة المغرب بعد ذلك، حتى تقوم هذه الأطعمة بدور التنبه للأجهزة الداخلية في الجسم وبخاصة المعدة فتستعد للإفطار الذي لابد أن يكون متنوع ويحتوي علي كافة الفيتامينات والأملاح، كما ينصح الأطباء أن يبتعد الطعام عن التحمير، الذي يسبب كثير من الأعراض للمعدة الخاوية.
ينصح الأطباء بتأخير شرب الماء لبعض الإفطار بساعتين، كما يستحسن الابتعاد عن الماء المثلج الذي يؤدي إلي عسر الهضم نتيجة انقباض الشعيرات الدموية.
يقول الأطباء في نصيحة ذهبية لابد للمرء أن يمضغ الطعام جيدا، فخيرا له أن يمضغ اللقمة الواحدة ثلاثين مرة بدلا من أن يتناول ثلاثيين لقمة دون مضغ
نصائح غذائية
حتى يحافظ المرء علي صحته وبخاصة ما يمكن أن يصاب معدته من أمراض أشتهر بها المسلمون نتيجة سلوكياتهم الغذائية، عليهم أن يستغلوا الشهر الكريم للتخلص من الأمراض المعدية منها من خلال:
* تجنب الأطعمة المقلية والدهنية والأطعمة الحاوية علي السكر.
* عدم الإفراط في تناول وجبة الإفطار.
* عدم الإفراط في تناول الشاي والقهوة ما بين وجبتي الإفطار والسحور.
* التوقف نهائيا عن التدخين.
* الإكثار من العصائر في وجبة السحور.
* الحرص علي تناول التمرات لما فيها من فائدة، اللهم إلا إذا كان الصائم مصابا بمرض السكر فيحذر علية الإكثار.
اسال الله اي ينفعنا واياكم آمين