نجحت سفينتا "كسر الحصار" بالوصول مساء اليوم الى شاطئ غزة, وعلى متنهما العشرات من دعاة السلام وممثلي منظمات حقوق الانسان العالمية.
واحتشدت أعداد كبيرة من المواطنين على شاطئ القطاع, وأخذوا بترديد الهتافات والتكبيرات أثناء استقبالهم للمتضامنين الذين بدا عليهم الفرح "لنجاح جهودهم في كسر الحصار ولفت أنظار العالم لمعاناة ابناء قطاع غزة".
ووجه اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني دعوة الى عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب للوصول الى غزة عبر معبر رفح لكسر الحصار.
ووجه هنية في تصريحات صحفية عبر قناة الجزيرة الفضائية نداء الى مصر بضرورة كسر الحصار وانهاء معاناة مليون ونصف فلسطيني, مضيفاً "اعتقد أن هذه الخطوة مسمار في نعش الحصار".
وقال: "إن صمود الشعب الفلسطيني فرض على كل المحاصرين السماح للسفينتين العبور الى غزة", معتبراً دخول السفينتين خطوة متقدمة وجريئة", مؤكداً "أن الحصار معزول لانه صادر عن الاحتلال ولا يعبر عن الارادة الشعبية في بعدها الاقليمي والدولي".
وأكد اياد السراج رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار, أنه فور وصول المتضامنين الى الشاطئ سيعقد مؤتمر صحافي, ومن ثم سينقل الضيوف الى فندق أعد لاستقبالهم.
وتوقع السراج أن تستمر إقامة الوفد القادم على متن السفينتين ثلاثة أيام, مشيراً الى أنه تم إعداد برنامج حافل لهم للاطلاع على معاناة المواطنين في قطاع غزة, دون أن يكون هنالك تخطيط للقاءات مع مسؤولين سياسيين, الا اذا رغب المتطوعون بذلك- حسب قوله.
من جانبه قال سامي أبو زهري إن وصول السفينتين يهيئ لمرحلة جديدة على طريق كسر الحصار.
وقال: "الرسالة الاساسية أن العالم لم يعد يتحمل استمرار الحصار لأكثر من ذلك, ويمثل ضغطاً على الحكام العرب والشعوب العربية لكسر الحصار".
وفي تعليقه على وصول السفينتين قال نمر حماد مستشار الرئيس محمود عباس إن هذا الجهد الذي أعد له منذ عامين استطاع أن يلفت انتباه الرأي العام للحصار "الظالم" الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة وضرورة ان ينتهي الحصار.
وأضاف أنها رسالة لأن الشعب الفلسطيني بأكمله يعاقب من قبل قوات الاحتلال تحت ذرائع مختلفة (..) آن الأوان أن ينتهي الحصار وأن يتحرك المجتمع الدولي.
وكان 11 قاربا تحمل على متنها 20 صحفياً وإعلامياً إنطلقت ظهر السبت من شواطئ قطاع غزة، الى البحر لاستقبال سفينتي كسر الحصار القادمتين من قبرص الى قطاع غزة المحاصر.
وانتظر المواطنون على الشاطئ والمشاركون على متن القوارب، وصول السفينتين، بعد ان حدث عطل في أجهزة الملاحة والانترنت على متنها، والتي كانت سببا في تأخر وصولها منذ صباح اليوم حتى الظهر، فيما يطال الفلسطينيون قلقا من اعتداء اسرائيلي على الحدث.
وقد أكدت مصادر فلسطينية ان سفينتي "كسر الحصار" التي تحمل متضامنين دوليين إلى قطاع غزة المحاصر باتت على مقربة من المياه الفلسطينية - الاقليمية وانها على وشك الدخول إلى غزة خلال ساعات قليلة.
وحذر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار د. جمال الخضري الاحتلال من التعرض للسفنتين اللتين قال انهما تحملان رسالة انسانية رافضة لحصار غزة.
وأكد الخضري في مؤتمر صحفي صباح اليوم السبت، أن السفينتين فقدتا الاتصال لعدة ساعات بفعل تشويش اسرائيلي على أجهزة الاتصال إلا أن المتضامنين استطاعوا استعادة الاتصال بغزة قبل ساعة من الآن.
وأكد الخضري على أن التهديدات التي تلقاها المتضامنون لم تثنيهم عن مواصلة رحلتهم رغم الأخطار متهما جهات حاولت تعطيل رحلتهم بنصب حقل الغام بحري لهم في ساعات الفجر من هذا اليوم، الا انهم استطاعوا النجاة منه .
كما اشار الى ان هؤلاء المتضامنين وذويهم تلقوا تهديدات في حال واصلوا المضي الى غزة لكسر حصارها إلا أن هذه التهديدات لم تثنيهم، مشيرا ان من بينهم شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير.
وقال الخضري :" نحن سنستقبلهم استقبال الابطال وسنكرمهم"، مشيرا الى ان لديهم خطة لدخول غزة وهي مرحلتهم الاخيرة.
وستنطلق زوارق استقبال السفينتين من شاطئ غزة في الساعة الحادية عشر وعلى متنها عشرات الصحفيين الممثلين لوسائل الاعلام المختلفة.
وقد اطلقت قوات الاحتلال النار على قوارب الصحفيين في بحر غزة، ولم تسجل اصابات، وسجلت اضرار مادية في بعض القوارب.