أم الشهيد تأمل بدفن رفات ابنها في غزة استيقظ الجرح النائم منذ ثلاثة عقود لدى عائلة البريم, بعد سماعها نبأ وصول رفات ابنها الشهيد كامل سليمان سليم البريم إلى لبنان بموجب صفقة تبادل الأسرى ورفات الشهداء بين حزب الله وإسرائيل.
البريم الذي نفذ عملية فدائية داخل فلسطين المحتلة قبل ثلاثين عاما غادر القطاع بعد توديع أمه وإخوته العشرة، متجها إلى الأردن ليلتحق بصفوف مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1968 ومن ثم توجه إلى لبنان في السنة نفسها.
وقال قاسم البريم شقيق الشهيد للجزيرة نت إن عائلته القاطنة ببلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب قطاع غزة, تقوم باتصالات مع المؤسسات الإنسانية ومع الصليب الأحمر الدولي لاستعادة رفات ابنها الشهيد ودفنه في أرض فلسطين، مشددا على حق الشهيد في أن يدفن بكرامة بأرضه.
وأعرب عن أمله بأن تعود جثث الشهداء الفلسطينيين التي تحتجزها قوات الاحتلال في "مقابر الأرقام" الإسرائيلية لتدفن بطريقة كريمة تليق بالتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء في سبيل فلسطين.
ويستعرض قاسم تاريخ الشهيد الحافل بأعمال المقاومة والكفاح المستميت, قائلا إن كامل قام "بدور مهم في حرب 1967 عندما كان ينقل الجرحى والمصابين أثناء الحرب". ويضيف "كان له أيضا نشاط وطني مقاوم ضد الاحتلال، واستطاع أن يفجر دبابة إسرائيلية مليئة بالجنود في حرب 67 في بلدة بني سهيلا جنوب القطاع".
بعد التحاقه بصفوف الثورة الفلسطينية في الأردن ثم لبنان, توالت الأخبار عن البريم باستمرار لكن بشكل سري خوفا من الاحتلال الإسرائيلي، حسب ما يؤكده شقيق الشهيد. ووصلت رسالة من زوجته بلبنان عام 1978 تفيد بأن أخاه كامل خرج لتنفيذ عملية فدائية داخل فلسطين المحتلة ولم يعد منذ ذلك الحين.
بعد استشهاد زوجها بثلاثة أيام أنجبت أرملة البريم مولودا أسمته كفاح بناء على وصية زوجها.
مقابر الأرقام
لم ينس شقيق الشهيد وهو يتحدث عن أخيه تقديم الشكر للأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله الذي استطاع استعادة رفات 200 شهيد من شهداء المقاومة، مطالبا نصر الله ببذل جهوده لإعادة عشرات الجثث المتبقية للشهداء الفلسطينيين في مقابر الأرقام الإسرائيلية.
رغم أجواء الحزن التي خيمت على عائلة البريم, فإنها لم توار فرحها بعد تمكنها من الوصول إلى ابن الشهيد كفاح الذي انقطعت أخباره منذ أكثر من ربع قرن. تم الوصال بعد تعرف ابن الشهيد على شاب من قطاع غزة عبر الإنترنت ساعد أهل أبيه في الوصول إليه.
وبادر كفاح بالاتصال بأهل أبيه ليخبرهم بأن رفات والده سيسلم ضمن الصفقة بين حزب الله وإسرائيل. الخبر الذي وصل للعائلة في القطاع كان مؤلما، وكأن نبأ وفاة الشهيد وصل للتو, وبدوا قلقين قبل التأكد من هوية الجثة قبل دفنها.
أم الشهيد كانت الأكثر تألما لدفن فلذة كبدها بعيدا عن وطنه فلسطين، لم تتوقف عن البكاء منذ سماعها خبر وصول رفاة الشهيد إلى لبنان. وتقول الأم الثكلى "لم أتمكن من رؤيته منذ ودعني قبل ثلاثين عاما، كنت أتمنى أن يدفن في مسقط رأسه في قطاع غزة حتى أزور قبره باستمرار ويطمئن قلبي".