ما احلى الوحدة الوطنية

"يا عباس يا هنيه ما أحلى الوحدة الوطنيه"...

كلمات تراقصت في سماء غزة والضفة الغربية قبل بزوغ فجر اليوم عندما خرج المواطنون الفلسطينيون معا على مختلف انتماءاتهم الحزبية تزينهم الأعلام الفلسطينية في مسيرة أمل وفرح باتفاقية مكة التي عقدت البارحة الخميس الموافق 8/2/2007 واتفقت فيها قيادات فتح وحماس على وقف نزيف دماء أبناء الوطن، وعلى الشراكة السياسية والمسارعة باصلاح منظمة التحرير، وعلى تشكيل حكومة فلسطينية موحدة ينتقي أعضاءها رئيس الوزراء اسماعيل هنية حيث ستحصل فتح على ست وزارات من بينها نائب رئيس الوزراء، بينما ستحصل حماس على تسع وزارات.

إذاً بعد أن بدأ أبناء الشعب الفلسطيني يفقدون الامل باقامة حكومة وحدة وطنية، وبعد أن كانوا يقفون على باب حرب أهلية فلسطينية، وبعد أن جف حبر أقلامهم ودمع عيونهم وصوت آهاتهم، ها هم الآن يهللون مستبشرين بهذه الوحدة آملين أن يعود "عدونا واحد" شعارهم من جديد.




كلنا ندعو لوحدة الصف ووحدة الإتجاه ووحدة الهدف ... و لكن ... ما زلنا خائفين...

فتعدد الأهداف وتشتت الهدف الواحد شر لا بد منه في الحياة السياسية، والفتنة دائما متأهبة كي تلقي شرارة "فرق تسد" من كل ثغرة مهترئة مهما صغر حجمها!

نتمنى وندعو الله أن يثبت الطرفين على طريق الوحدة، وأن يذكرا دوما أن عدونا واحد وأننا أقوى معا، وأن لا يتجاوب أي منهما لطلقة نارية خبيثة من مصدر مشكوك فيه.

فليحم الله فلسطين وكل أوطاننا من الفتنة والمصالح الذاتية والعقول السوداء... اللهم آمين.