--------------------------------------------------------------------------------
كنت أتمني أن أحضنه قبل موتي وأفرح به ببيته الذي شيده قبل سجنه، ولدي عصام أنت روح حياتي، وأتمني أن أرى ضحكتك تملئ جميع أركان المنزل، هذا ما كانت تردده والدة الأسير عصام جندل في حي رأس العمود بالقدس المحتلة, قبل أن وفتها المنية, وودعت هذه الدنيا الصغيرة على آمل أن تحتضن ولدها الذي اعتقل في 30-4-1986, بتهمة قتل ضابط بريطاني.
وقد حكم على عصام آن ذاك بالمؤبد، وقضي نحو 23 عاما في سجون الإحتلال, توفيت والدته أم سمير, من حي راس العامود عن عمر تجاوز الثمانون عاماً, حيث تعاني أم سمير عدة أمراض وفقدان للبصر, كما أنها, شبه مقعدة وتحتاج لرعاية دائمة، كانت تتمنى أن ترى فلذة كبدها عصام بين أحضانها لتشعر بالراحة الأبدية.
مراسلتنا في القدس المحتلة, واكبت جنازة التشيع التي إنطلقت من حي رأس العمود بالقدس المحتلة, إلى مثواها الأخير بعد أداء صلاة الظهر وصلاة الجنازة عليها في المسجد الأقصى المبارك, حيث ورت الثرى في مقبرة باب الأسباط.
وفي ذات السياق قال الناطق باسم أهالي أسرى القدس أبو أشرف الزغير.. أن الأسير المقدسي عصام جندل يعاني من أمراض عدة, ويقبع في سجن الرملة دون تلقي العلاج منذ ثلاث سنوات، وأن أطباء سجن الرملة يجربون عليه تجاربهم الطبية دون رحمة ولا شفقه.
وأشار الزغير في تصريح لـ"قدس نت", إلى أن إدارة السجن الإسرائيلي لم تهتم لحالته الصحية السيئة، حيث توفي والده دون أن يودعه بعد عام وثماني شهور من اعتقاله, وبعد 23 عاما ترفض أيضا بلقاء النظرة الأخيرة على والدته.
ولفت إلى أن والدة الأسير كانت تتمنى أن تري أبنها يقاسمها وجبة الطعام لترعي صحته بدل السجان الظالم, وتساءل الزغير قائلاً " العالم كله تضامن مع الجندي الأسير شاليط وله نحو 1000يوم، بينما الأسير فقد والديه وله نحو 8600 يوم أي 23 عاما، وأمثال جندل العشرات من الأسرى الفلسطينيين ما زالوا يقبعون داخل السجون، دون الاهتمام بقضيتهم النضالية.
وقال " إن الحكومة الإسرائيلية تقول أن الأسرى الفلسطينيين يرون أهاليهم، بينما شاليط لم يري أهله منذ 1000 يوم ", قال لهم الناطق الإعلامي، في حال زيارة عائلة الجندي شاليط لا تمانع الحركة الإسلامية بمشاهدته عن قرب".
يذكر أن الأسير عصام جندل قد اعتقال عام 1975 لمدة خمس سنوات، وفي عام 1986 حكم عليه بالمؤبد، وهو بذلك يكون قد أمضى أكثر من 27 عامًا على فترتين, وبتاريخ 30-4-1986، ووجهت له تهمة قتل ضابط بريطاني والإنتماء لحركة فتح الانتفاضة "جماعة أبو موسى"، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة الذي قضى منه حتى الآن أكثر من 23 عامًا.
وانتقل الأسير مثله مثل باقي الأسرى من سجن لآخر فمكث في العديد من السجون وهي المسكوبية، بئر السبع، الرملة، شطة، عسقلان، إيشيل، هدريم، نفحه، واستقر به الحال منذ ثلاثة سنوات في مستشفى سجن الرملة بسبب وضعه الصحي الصعب، حيث يعاني الأسير عصام من أزمة صدرية وضيق تنفس بالإضافة إلى التهابات في الكلى والبول وضعف في النظر، ويرقد منذ ثلاث سنوات في مستشفى سجن الرملة.