الأسير رامي سليمان...

« الأسير رامي سليمان... مساعد رجالات القسام...وحافظ القرآن »






الأسير رامي سليمان... مساعد رجالات القسام...وحافظ القرآن
بقلم فؤاد الخفش
لم يكن يتوقع أحد من أبناء قرية مردا أن رامي الشاب الهادئ الخجول يخفي وراءه كل هذه الأسرار أو أنه يعمل على هذا المستوى العالي فرامي عصام سليمان شاب صغير خلوق مؤدب من رواد المسجد ومن شبابه المميزين بالإضافة الى أنه خجول لأبعد الحدود فما ان يمازحه أحد إلا ويحمر وجهه من شدة الحياء.
ولكن خلف هذا الهدوء وهذه الروح كان هناك إيمانا جياشا يتدفق ويسري داخل جسد هذا المجاهد الرائد والمميز...كان هناك حبا فطريا وعظيما للإسلام والمسلمين ولفلسطين وحماس ويسيطر على أركان هذا الفارس فقد كان أثناء وجوده في المدرسة ومن مصروفه الخاص يجمع المال لشراء ' طساس' ويكتب في كل مكان وعلى كل الجدران كلمة حماس وشعاراتها فقد كان مولعا بحماس لأبعد الحدود وكان دوما يكتب على الجدران ويردد:
صمتا فقد نطقت حماس وقولها فصل وزخ رصاصها وقاد
يا من يظن حماس يكسر سيفها ويظن أن حماس سوف تباد
روحوا اسألوا عنا بنو عدونا كيف الجنود الى الحتوف تقاد
فالكل يهتف يا حماس تقدمي والكل خلف حماسنا ينقاد
نعم لهذه الدرجة ولهذا الحد كان فارسنا مولعا بحماس ...كان ينتظر بكل ترقب الفرصة المناسبة والعمل المناسب الذي يعبر فيه عن امكاناته وعن طاقاته.
ولد رامي سليمان في قرية مردا الى الغرب من نابلس، بتاريخ 1461980 وفي مدارسها درس وأنهى الثانوية العامة بمعدل عال أهله لدخول جامعة النجاح وهنا وجد رامي نفسه ووجد ضالته فقد دخل الجامعة مع بداية الانتفاضة وانتسب الى كلية التجارة وفي تلك الأثناء كان يشاهد ويرى ماذا يجري لأبناء شعبه وكان يرى اخوته أبناء النجاح كيف كانوا يتسابقون الى الشهادة...وكيف كانوا يضربون أروع الصور في البطولة والتضحية.
كانت هذه الأحداث تجري وتمر امام ناظري البطل...وكانت نفسه تغلي وتتوق للجهاد ولكن كيف السبيل...ولمن أتوجه، وما هو العنوان..أسئلة كثيرة كانت تسيطر على تفكير فارسنا...ولم يكن فارسنا يعلم ان هناك من يبحث عنه وأن عيون القسام تبحث عنه هي الأخرى عن المميزين وعن الأتقياء العابدين عمن هم مستعدون للذود عن حياض هذا الوطن ...نعم فقد كان بجوار رامي سليمان وفي نفس الكلية فارس مقدام وهو المجاهد سليم حجي من دوخ الاحتلال وجهز نشرات المجاهدين فقد وقع اختيار هذا القائد على رامي ووجد فيه ضالته فهو شاب هادئ وغير معروف فعرض عليه الانضمام لهم ومساعدتهم فوافق رامي ومن دون تردد وسخر لذلك كل إمكانياته فقد كان يملك سيارة يتنقل بواسطتها بين قريته وجامعته...وبذلك انتقل رامي الى مرحلة جديدة ومميزة وفي نفس الوقت صعبة وتحفها المخاطر من كل حدب وصوب...كان يقول دوما ' أنا لها' فقد كان ينقل كل ما يعطيه اياه سليم حجي من نابلس الى خارجها وكان ينقل العبوات الناسفة الى خارج نابلس وكان يساعد في نقل كبار المطلوبين وكان يؤمن لهم السكن وكان يقوم على خدمتهم ومساعدتهم كل ذلك دون أن يثير أية شكوك ضده ومن دون ان يعلم أحد ماذا يصنع هذا البطل ..في تلك الأثناء واجه رامي مصاعب عدة فقد اعتقل في إحدى المرات اعتقل رامي عند أجهزة السلطة وضرب بشدة لدرجة أنه لزم الفراش أكثر من ثلاثة ايام من شدة الضرب دون ان يبوح بكلمة واحدة تضر بإخوانه.
رامي والاعتقال وفترة التحقيق
في تلك الأثناء وجراء اعتقال مجموعة من الأخوة قاموا بالاعتراف على رامي تحت التعذيب والتحقيق معهم ، قامت قوات كبيرة باقتحام قريته مردا وتطويق منزله وتفتيشه بشكل دقيق وسرقت بعض الأموال منه ومن ثم اعتقاله واقتياده الى مركز تحقيق بيتح تيكفا، استيقظ أهل القرية وهم مستغربون رامي هذا الشاب الهادئ يعتقل وبهذه الطريقة الوحشية ...الكل كان مستغربا لكن الأيام القادمة كانت كفيلة ان تبدد استغراب الناس فقد خضع رامي لتحقيق قاس جدا وكان ذلك بتاريخ 492001، ومكث في التحقيق ثلاثة شهور ونصف وبالتحديد 107 أيام، كان في كل يوم يزداد صلابة وقوة ولم تستطع سياط الجلادين أن تحطم نفسية هذا الفارس ويخرج رامي من التحقيق بعد هذه المدة الطويلة ليجد أعداء الله قد جهزوا له ملفا طويل من التهم.
رامي حافظ القرآن داخل السجن
نزل رامي سجن مجدو وجلس هناك تحت خيامه بين أخوته المجاهدين ينظر إليهم ويتعلم منهم فهو بطبيعته مستمع جيد ومصغ ممتاز قرر ان يستفيد من كل وقته ونظر وفكر ولم يطل التفكير فقد وقع بصره على كتاب ربه القرآن الكريم وذهب اليه، أمسك به وقبله وحضنه، وقال من هنا سأبدأ ويا لها من بداية حفظ كتاب الله، نعم القرار أن يحفظ الكتاب، وان ينير صدره بهذا الغالي النفيس وبدأ يحفظ كتاب ربه وما هي سوى خمسة شهور قضاها كاملة ليلها مع نهارها يحفظ كتاب الله حتى تمكن من حفظه، بإتقان كامل فانبهر من ذلك كل الموجودين وكان مثالا يحتذى به في كل السجن هذا بالإضافة الى حبه لخدمة إخوانه ومساعدته للجميع وتمر الأيام ويصدر حكم أعداء الله على هذا الفارس وكان الحكم خمسة وأربعون شهرا، ولكن حكم الله هو الذي سينفذ فقد شاء الله لرامي ان يقضي هذه المدة وان يفرج عنه ضمن صفقة حزب الله بتاريخ 2912004ن ليخرج رامي ويفرح الجميع باستقباله خرج من السجن ولم تكن الدنيا قد وسعته وأهله من شدة الفرح، خرج وفي صدره كتاب الله يعينه على الدنيا ،وبدأ مرحلة جديدة وحياة جديدة.
أفراح لم تدم الا سبعة أشهر
عاد رامي الى جامعته وكله إصرار على إكمال المشوار ووضع هدفا أمام عينيه وهو إنهاء دراسته ولكن الأمر لم يكن بالسهل والطريق لم تكن مفتوحة وممهدة فعدوه الحاقد يغتال صفوة الصفوة وشيوخه الذين عشقهم يستشهدون الواحد تلو الآخر والنفس تتوق للجهاد ولمساعدة المجاهدين ورامي كان في تلك الأثناء معروفا لدى الكثير من أبناء الجامعة ممن كانوا معه في السجن في تلك الأثناء ومع كل تلك الأحداث خرج المجاهد القسامي إحسان شواهنة رحمه الله من السجن هو الآخر، والذي وضع اتكاله على رامي كي يساعده في تدبير بعض الأمور وفي إيواء بعض الأخوة ...وكيف لرامي أن يرفض عرض أخيه القائد وكيف له أن يصده، وهو يعلم ان الجهاد تضحية وفداء فقرر مساعدته والوقوف بجانبه وبجواره ولكن أيدي الغدر لم تمهله طويلا هذه المرة فسرعان ما انكشف الأمر ليعتقل رامي بسرعة كبيرة ولم يكن قد مضى على خروجه سوى سبع شهور فقط ويخضع رامي لتحقيق قاس وعسكري من الدرجة الأولى محاولين بذلك الوصول الى الشهيد القائد إحسان شواهنة ويصبر البطل ويصمد المجاهد وتشتد الهجمة ويزداد التحقيق ويستعر المجرمون على رامي ويمنع من زيارة المحامي والصليب الأحمر ...لقد استعملوا معه أسلوب الهز ولم يبح بكلمة واحدة فقاموا بوضع ' مشدات' على يديه وذلك من أجل فصل الدم عن الجسم وثبت البطل وكذلك استعملوا معه أسلوب الكرسي الكهربائي وكسر الظهر كل ذلك خلال خمسة وأربعون يوما تدخل بعد ذلك الصليب الأحمر وكتب تقريرا مفصلا عن حالته ورفعها للجهات المسؤولة الأمر الذي أنهى التحقيق معه بتعهد من مسؤول التحقيق حيث قال لرامي:' بوعدك وحيات أولادي ما تطلع من السجن'.
السجن مرة أخرى وحفظ القرآن بالآية والصفحة.
وصل رامي الى سجن مجدو ومرة أخرى هذا السجن الذي غاب عنه فقط سبع شهور ليجد الوجوه نفسها لم تتغير وليجد الجميع، في استقباله يؤهلون ويرحبون ويمازحونه قائلين:' لم تطل الغيبة يا بطل'، وكان يرد عليهم باسما :' بعين الله يا أخوان'، عاد مجاهدنا مرة أخرى الى السجن والى حياة الاعتقال والبعد عن الأهل والأحبة صابرا مصابرا راضيا بحكم الله وبقضائه ، وعاد ليحمل مصحفه ورفيق دربه وسلوته في هذه المحنة عاد ليمتن حفظه ولكن هذه المرة بصورة جديدة وبطريقة غير مألوفة فقط سمع أول خمسة عشر جزءا من كتاب الله برقم الآية والصفحة واسم السورة نعم أراد رامي أن يمتن علاقته بكتاب ربه بأدق وأصعب الطرق والنتيجة كانت حصوله على العلامة الكاملة 100% نعم فهو يستحقها بلا منازع فهنيئا لك يا رامي وهنيئا لأهلك ولأهل قريتك ولتنظيمك هذا التميز وهذا التفوق فأنت بذلك تقول لعدوك وسجانك:
لن تهزمني عصا الجلاد وسياط القهر المسعورة
فبصدري وطن وبقلبي أفق يمتد وعصفورة
اسقط لو كنت وحيدا،
لكن ما دام معي قرآني فأنا نورس هذا البحر
أنا نفسي للحرية منذورة
فأنا عشقت عشقا اسمه الوطن
فإما أن نحيا معا
وإما ان نموت ونقتسم الكفن.




دعواتكم للاسير بان بفك الله اسره هو الان في عزل نفحه الصحراوي من عام ...[/